ملائكة
ـ نقل عن المعتزلة أنّهم قالوا : الملائكة والجنّ والشياطين متّحدون في النوع ، ومختلفون باختلاف أفعالهم. أمّا الذين لا يفعلون تارة هذا وتارة ذاك ، فهم الجنّ. ولذلك عدّ إبليس تارة في الملائكة وتارة في الجنّ (ط ، م ، ٢٣٠ ، ١٨)
ـ الملائكة ، صلوات الله عليهم ، أفضل من الأنبياء ، صلوات الله عليهم. الأشعريّة وغيرهم : بل الأنبياء أفضل من الملائكة (ق ، س ، ١٣٨ ، ١١)
ملّة الإسلام
ـ إنّ بعض الناس زعم أنّ اسم ملّة الإسلام واقع على كل مقرّ بنبوّة محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأنّ كل ما جاء به حقّ كائنا قوله بعد ذلك ما كان ، وهذا اختيار الكعبيّ في مقالاته (ب ، ف ، ٢٣٠ ، ١٦)
ـ الصحيح عندنا (البغدادي) أنّ اسم ملّة الإسلام واقع على كل من أقرّ بحدوث العالم ، وتوحيد صانعه ، وقدمه ، وأنّه عادل حكيم ، مع نفي التشبيه والتعطيل عنه ، وأقرّ ـ مع ذلك ـ بنبوّة جميع أنبيائه ، وبصحّة نبوّة محمد صلىاللهعليهوسلم ورسالته إلى الكافة ، وبتأبيد شريعته ، وبأنّ كل ما جاء به حق ، وبأنّ القرآن منبع أحكام شريعته ، وبوجوب الصلوات الخمس إلى الكعبة ، وبوجوب الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت على الجملة ؛ فكلّ من أقرّ بذلك فهو داخل في أهل ملّة الإسلام (ب ، ف ، ٢٣١ ، ١٤)
ملتذ
ـ اعلم أنّ الملتذّ إنما يلتذّ بإدراك ما يشتهيه ، فمتى أدرك ما هذه حاله صار ملتذّا. وإنّما يصير ألما متى أدرك ما ينفر طبعه عنه ، فعند ذلك يوصف بأنه ألم (ق ، غ ٤ ، ١٥ ، ٣)
ملجأ
ـ إنّ الملجأ هو من بلغ داعيه حدّا لا يقابله داع آخر ، ويقع منه ما ألجئ إليه لا محالة (ق ، ش ، ٤٠ ، ١٣)
ـ اعلم أنّ الملجأ إلى الفعل لا بدّ أن يقع (منه) ما ألجئ إليه ، والملجأ أن لا يفعل لا بدّ من أن لا يفعله ، وإنّما يتغيّر حاله فيما ذكرناه بأن يتغيّر الإلجاء ، عن أن يكون سببا لمفارقته فيه أمرا ومفارقة أمره. (و) قد يكون الملجأ إلى الفعل ملجأ إليه ، بأن يعلم سبب الإلجاء أو يظنّه ، وأحدهما في ذلك يقوم مقام الآخر ، وهذا نحو خوف الإنسان على نفسه من السّبع المشاهد ، لأنّ ذلك يلجئه إلى الهرب مع السلامة ، ولا فرق بين أن يعلم منه أنّه لو وقف افترسه ، أو يظنّ ذلك من حاله فيما ذكرناه ، ولو تعبّده الله بالوقوف وعرّفه أنّ له فيه الثواب العظيم ، لخرج من أن يكون ملجأ ، إن كان حاله وحال السبع لم تتغيّر ، فيصحّ عند ذلك أن يؤثّر الوقوف. وذلك لو علم الواحد منّا أنّه لو أراد قتل ملك ، وبين يديه جيشه لحيل بينه وبينه لكان ملجأ إلى الكف عن ذلك ؛ من حيث علم ، أو غلب على ظنّه اليأس من ذلك ، ولو عرف من نفسه الجوع الشديد والطعام حاضر لكان ملجأ إلى تناوله مع السلامة. فإن جاز أن يتعبّد بالكف عنه يتغيّر حال الإنسان (ق ، م ٢ ، ٧١١ ، ٦)
ـ إن قيل : هلّا جعلتم أفعاله تعالى أجمع بمنزلة فعل الملجأ في أنّه لا يستحقّ به مدحا ؛ لأنّه