ـ قول روي عن الأشعري وهو أنّ المعجز الذي تحدّى الناس بالمجيء بمثله (القرآن) هو الذي لم يزل مع الله تعالى ولم يفارقه قط ولا نزل إلينا ولا سمعناه (ح ، ف ٣ ، ١٥ ، ١٨)
ـ ذهب سائر أهل الإسلام إلى أنّ القرآن كلّه قليله وكثيره معجز ، وهذا هو الحق الذي لا يجوز خلافه (ح ، ف ٣ ، ١٩ ، ٢٢)
ـ إنّ معجز الأنبياء هو خارج عن الرتب ، وعن طبائع كل ما في العالم ، وعن بنية العالم ، لا يجري شيء من ذلك على قانون ولا على سنن معلوم (ح ، ف ٥ ، ٥ ، ٩)
ـ المعجز أمر خارق للعادة مقرون بالتحدّي مع عدم المعارضة. وإنّما قلنا أمر لأنّ المعجز قد يكون إتيانا بغير المعتاد ، وقد يكون منعا من المعتاد. وإنّما قلنا خارق للعادة ليتميّز به المدّعي عن غيره ، وإنّما قلنا مقرون بالتحدّي لئلّا يتّخذ الكاذب معجزة من مضيء حجّة لنفسه ، يتميّز عن الأرهاص والكرامات ، وإنّما قلنا مع عدم المعارضة ليتميّز عن السحر والشعبذة (ف ، م ، ١٥٧ ، ٤)
ـ المعجز ـ في الوضع ـ مأخوذ من العجز ، وهو في الحقيقة لا يطلق على غير الباري ـ تعالى ؛ لكونه خالق العجز ، وإن سمّينا غيره معجزا ، كما في فلق البحر وإحياء الموتى ، فذلك إنّما هو بطريق التجوّز والتوسّع ، من كونه سبب ظهور الإعجاز ، وهو الإنباء عن امتناع المعارضة ، لا الإنباء عن العجز عن الإتيان بمثل تلك المعجزة كما يتوهّمه بعض الناس ، فإنّ ذلك مما لا يتصوّر العجز عنه حقيقة ؛ فإن دخلت تحت قدرته فلا عجز ، وإن لم تدخل قدرته فالعجز عمّا لا يدخل تحت القدرة أيضا ممتنع. فإن قيل : إنّه معجوز عنه ، فليس إلّا بطريق التوسّع لا غير (م ، غ ، ٣٣٣ ، ١)
ـ المعجز أمر خارق للعادة مع التحدّي وعدم المعارض (خ ، ل ، ١١٧ ، ٣)
ـ لا معجز إلّا من فعل الله يتعذّر فعله منا ولو دخل جنسه في مقدورنا. وقيل : لا يدخل ، كقلب العصا حيّة. قلنا : القصد أن يعجزنا مثله. ولا بدّ أن يقع عقيب الدعوى ، وإلّا جوّزناه اتّفاقا ومع بقاء التكليف ، وإلّا جوّزناه خارقا كطلوع الشمس من المغرب (م ، ق ، ١١٤ ، ١)
ـ المعجز يفارق الشعبذة بأنّه يمكن تعلّمها بخلافه ، ونحو ذلك (م ، ق ، ١١٤ ، ٢١)
ـ قلنا : المعجز شاهد بصدقه ، وإذا عدم الشاهد لم يحصل التمييز بين الصادق الأمين وبين نحو مسيلمة اللعين. والله تعالى عدل حكيم لا يلبس خطابه بالهراء والافتراء ، بل يجوز أن يشهد على نبوّته نبي قبله لحصول الشهادة على صدقه ، وشرطه إمّا أن يدّعيه النبي قبل حصوله وتقع على حسب دعواه ، نحو قوله تعالى (حاكيا) : (أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) (الشعراء : ٣٠) أو كان معترفا بالنبوّة كخبر الثعلب ، وإلّا فهو آية من آيات الله مصادفة وليس بمعجز لعدم اختصاصها بوقته ، ويجوز تراخيه عن وقت الدعوى ولو بأوقات كثيرة إذ أخبر به فوقع إذ صارا معجزين ، ويجوز متقدّما إذ كان معرّفا ، كقوله تعالى حاكيا عن عيسى ، عليهالسلام : (وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (مريم : ٣٠) وهو في المهد (ق ، س ، ١٣٩ ، ١٠)
معجزات
ـ إنّ المعجزات لمّا كانت بمنزلة الأخبار في أنّها لا يمكن أن يعلم أنّها صحيحة إلّا بعد العلم