يحتاج في وجوده إلى أمر سوى محلّه ، فلا يصحّ مع وجود المحلّ أن ينتفي الكون إلّا ويخلفه كون غيره ، فكيف يقال : إنّ المحلّ ينتفي بانتفائه. فأمّا البقاء فقد بيّنا فيما تقدّم أنه لا دليل يقتضي ثبوته ، بل الدلالة قد دلّت على أنّ الجواهر تبقى ويستمرّ بها الوجود من غير معنى (ق ، غ ١١ ، ٤٤٢ ، ٥)
ـ الدليل على أنّ الكون يولّد التأليف ما قد ثبت أنّ الله تعالى لا يجوز أن يخلق جوهرين متجاورين إلّا ويجب أن يكون فيهما تأليف (ن ، د ، ٨٠ ، ٧)
ـ لا يجوز أن يكون بينهما (تعلق) احتياج في الوجود ، لأنّ الكون لا يحتاج في وجوده إلى التأليف ؛ إذ لو كان كذلك لوجب أن لا يصحّ وجوده في الجزء المنفرد. وقد علمنا أنّ الكون يوجد في الجزء المنفرد ، وإن استحال وجود التأليف فيه (ن ، د ، ٨٠ ، ١٤)
ـ أمّا الشيخ أبو علي ، حيث ذهب إلى القول بأنّ الكون من جنس السكون ، والسكون من قبيل الأكوان ، وأنّ الحركة جنس برأسه (ن ، د ، ١٣٢ ، ١)
ـ إنّ الكون يحتاج إلى الجوهر في وجوده ، والجوهر يحتاج إلى الكون في كونه كائنا ، فقد اختلف وجه الحاجة (ن ، د ، ١٥١ ، ٣)
ـ إنّ الكون هو الذي يخصّص الذات في جهة دون جهة ، وأن يكون ذلك الكون حالا فيه لما قد ثبت أنّ الكون الحالّ في محل آخر ، وموجودا لا في محل ، لا يوجب كون الذات كائنا في جهة (ن ، د ، ٤١٣ ، ١٩)
ـ إنّ الكون لا يحلّ إلّا متحيّزا (ن ، د ، ٤١٤ ، ٢)
ـ إنّ الجوهر لا يحتاج في وجوده إلى الكون ، وإنّما يحتاج في كونه كائنا في جهة مخصوصة ، إلى وجود الكون فيه في تلك الجهة ، والكون يحتاج في وجوده إلى وجود الجوهر. فقد اختلف وجه الحاجة ، فلا يلزم أن يكون محتاجا إلى نفسه (ن ، م ، ٦٦ ، ١٨)
ـ إنّ الكون لمّا كان حكمه مقصورا على محلّه ، لم يحتج في وجوده إلى أكثر من محلّه. وإنّما لم يحتج في وجوده إلى أكثر من محلّه ، لأنّ حكمه مقصور على المحل ، بدلالة أنّ العلم والقدرة ، لمّا لم يكن حكمهما مقصورا على محلّهما ، احتاجا في وجودهما إلى أكثر من محلّهما (ن ، م ، ١٥١ ، ١٥)
ـ إنّ الاعتماد لاختصاصه بالجهة ، يصير في الحكم كأنّه موجود في الجسم الذي يضرب عليه محلّه ، فلذلك صحّ أن يكون مشروطا في التوليد بمعنى يوجد في ذلك المحل. وليس كذلك الكون ، لأنّه لا يصير في الحكم ، كأنّه موجود في المحلّ الآخر ، حتى يقال إنّه مشروط في التوليد بالمعنى ، الذي يوجد في المحل الآخر (ن ، م ، ٢٢٥ ، ٢)
ـ لا يخلو الجوهر من جنس الكون ، فإن كان مجتمعا مع غيره فالكون الذي فيه ، اجتماع وتأليف. وإن كان في مكان فالكون الذي فيه سكون أو تحوّل إلى مكان آخر ، فأوّل كون له في المكان الثاني سكون فيه وحركة عن الأوّل. هذا قول شيخنا أبي الحسن الأشعري (ب ، أ ، ٤٠ ، ١١)
ـ زعم أبو الهذيل وأتباعه من القدريّة أنّ الكون معنى غير الحركة والسكون والاجتماع والافتراق. واجتهد في أن يجعله معنى معقولا فلم يجد إليه سبيلا (ب ، أ ، ٤١ ، ١)
ـ الكون هو ما يوجب كون الجوهر كائنا في جهة ، والأسامي تختلف عليه وإن كان الكل من