وقالت أنّه لا نار في الحجر أصلا ، وهو قول ضرّار بن عمرو (ح ، ف ٥ ، ٦١ ، ٢٢)
كمون وظهور
ـ اعلم أنّه (الأشعري) كان يقول إنّ الكمون والظهور من صفات الأجسام. ولا يصحّ وصف الأعراض بذلك على الحقيقة لأنّ هذه الصفة تختصّ بما يكون متحيّزا يجوز عليه الحركة والسكون ، وذلك من أوصاف الجوهر. وكان يقول إنّ معنى كون الشيء في الشيء قد يكون على وجهين ، أحدهما بمعنى المجاورة والمماسّة وذلك ككون حلول الجسم في الجسم ، وقد يكون على معنى أنّ الشيء حاو له فيكون ظرفا له ووعاء له. فأمّا القول بأنّ العرض في الجوهر والصفة في الموصوف ، فكان يأبى ذلك ويقول إنّ ما لا يصحّ أن يحلّ الشيء فلا يصحّ أن يكون فيه ، لأنّ كون الشيء في الشيء إنّما يصحّ إذا صحّ حلول فيه. وقد بيّنا أنّه كان يقول إنّ الحلول من صفات الجوهر ، وإنّ العرض لا يصحّ أن يكون حالّا في الشيء ولا الصفة حالّة في الموصوف (أ ، م ، ٢٧٠ ، ٧)
ـ من مذهبه (النظّام) أنّ الله تعالى خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن معادن ، ونباتا ، وحيوانا ، وإنسانا. ولم يتقدّم خلق آدم عليهالسلام خلق أولاده ؛ غير أنّ الله تعالى أكمن بعضها في بعض. فالتقدّم والتأخّر إنّما يقع في ظهورها من مكانها دون حدوثها ووجودها. وإنّما أخذ هذه المقالة من أصحاب الكمون والظهور من الفلاسفة (ش ، م ١ ، ٥٦ ، ١٤)
كميات
ـ إن اقتضى (العرض) قسمة ، فكمّ ؛ فإن اشتركت الأجزاء في حدّ فمتّصل ؛ إن وجدت معا فمقدار ، ذو بعد خطّ ، وذو بعدين سطح ، وذو ثلاثة جسم تعليميّ وإلّا فزمان ؛ وإن لم تشترك فعدد. وإن لم يقتض شيئا منهما ، فكيفيّة إمّا محسوسة أو نفسانيّة أو تهيّؤ للتأثير والتأثّر ، وهو القوّة واللاقوّة ؛ أو للكمّيّات المتّصلة كالاستقامة والانحناء ، أو المنفصلة كالأوّليّة والتركيب (خ ، ل ، ٦٢ ، ٧)
كمية
ـ الكمّية أعداد مركّبة من الآحاد (ح ، ف ١ ، ٢٧ ، ١٩)
كن
ـ إن قال قائل لم قلتم أنّ الله تعالى لم يزل متكلّما وأنّ كلام الله تعالى غير مخلوق ، قيل له قلنا ذلك لأنّ الله تعالى قال (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل : ٤٠). فلو كان القرآن مخلوقا لكان الله تعالى قائلا له كن ، والقرآن قوله ، ويستحيل أن يكون قوله مقولا له لأنّ هذا يوجب قولا ثانيا ، والقول في القول الثاني وفي تعلّقه بقول ثالث كالقول في القول الأول وتعلّقه بقول ثان ، وهذا يقتضي ما لا نهاية له من الأقوال وذلك فاسد ، وإذا فسد ذلك فسد أن يكون القرآن مخلوقا (ش ، ل ، ١٥ ، ٦)
ـ لا يجوز أن يكون قول الله للأشياء كلّها كوني هو الأشياء ، لأنّ هذا يوجب أن تكون الأشياء كلّها كلام الله عزوجل ، ومن قال ذلك فقد أعظم الفريّة ، لأنّه يلزمه أن يكون كل شيء في العالم من إنسان وفرس وحمار وغير ذلك كلام