" أقدم ، وقديم" موضوع للمبالغة في الوصف بالتقدّم وكذلك أعلم وعليم ، وأسمع وسميع. والقسم الثاني : محدث ، لوجوده أوّل ، ومعنى المحدث ما لم يكن ثم كان ، مأخوذ تلك من قولهم : حدث بفلان حادث. من مرض ، أو صداع ؛ وأحدث بدعة في الدين ، وأحدث روشنا ، وأحدث في العرصة بناء ، أي فعل ما لم يكن من قبل موجودا (ب ، ن ، ١٦ ، ٥)
ـ إن حدّ القديم هو : الذي لا حدّ لوجوده ، ولا آخر لدوامه (ب ، ن ، ٥٥ ، ٣)
ـ صحّ وثبت أنّ من شرط الصفة قيامها بالموصوف ، والدليل على صحة ذلك أولا : أنّ حدّ القديم ما لا أوّل لوجوده ولا آخر لدوامه ، وأنّ القديم لا يدخله الحصر والعد ، ونحن نعلم وكل عاقل أنّ هذه الأشكال من الحروف لم تكن قبل حركة الكاتب وإنّما يحدثها الله مع حركة الكاتب شيئا فشيئا. ثم هي مختلفة الصور والأشكال ، ويدخلها الحصر والحدّ ، وتعدم بعد أن توجد ، وكل ذلك صفة المحدث المخلوق (ب ، ن ، ٩٩ ، ٦)
ـ زعمت المشبهة أنّ القراءة هي المقروءة ، والتلاوة هي المتلوّ ، وزعموا أنّ القديم يحل في المحدث ويختلط به ، وتمسّكوا في جميع ذلك بآيات وآثار زعموا أنّها حجة لهم فيما صاروا إليه من هذه البدعة العظيمة التي جميعها يدلّ على أنّ كلام الله مخلوق محدث (ب ، ن ، ١١٢ ، ٤)
ـ كان يقول إنّ القديم الذي لم يزل موجودا هو أحد وصفي القدم ونوعي معناه ، وبه كان يبطل قول من يقول إنّ حقيقة معنى القديم أنّه إله ، وإنّه لو كان كذلك كان يجب له من الإلهيّة بقدر ما يجب له من التقدّم لكل ما يكون قديما حتى يكون كل ما يوصف بأنّه قديم على وجه يكون إلها على وجه (أ ، م ، ٢٨ ، ١)
ـ اختلف قوله (الأشعري) في القديم هل يقتضي معنى بكونه قديما أم لا. فذهب في بعض كتبه إلى أنّ القديم قديم بقدم ، وهو على نحو ما ذهب إليه المتقدّمون من أصحاب الصفات كنحو عبد الله بن سعيد وغيره. وقال في كتابه المسمّى بالمختزن" إني أقول : القديم قديم بنفسه لا بمعنى له كان قديما" ، وذكر أنّ ذلك يجري مجرى وصف تقدّمه بالوجود ، والتقدّم بالوجود هو أن يوجد الشيء قبل الشيء ، والشيء بكونه موجودا لا يقتضي معنى على جميع الأحوال (أ ، م ، ٢٨ ، ١٢)
ـ ينظر في أنّ الحوادث تنتهي إليه (الله) وهو لا ينتهي إلى حدّ ، فيحصل له العلم بكونه قديما (ق ، ش ، ٦٥ ، ١٥)
ـ إنّ القديم باق ، فهو أنّ الباقي ليس إلّا الموجود في حال الخبر عنه بالوجود ، وهذا حال القديم (ق ، ش ، ١٠٩ ، ٣)
ـ الذي يدلّ على أنّ القديم لا ضدّ له ، فهو أنّه لو كان له ضدّ لكان لا بدّ من أن تكون صفته بالعكس من صفة القديم ، فيجب إذا كان القديم موجودا لذاته وجب أن يكون ضدّه معدوما لذاته وذلك مستحيل (ق ، ش ، ١٠٩ ، ٩)
ـ إنّ القديم في أصل اللغة هو ما تقادم وجوده ، ولهذا يقال بناء قديم ، ورسم قديم ، ... وأمّا في اصطلاح المتكلّمين ، فهو ما لا أوّل لوجوده ، والله تعالى هو الموجود الذي لا أوّل لوجوده ، ولذلك وصفناه بالقديم (ق ، ش ، ١٨١ ، ٦)
ـ أمّا كونه قديما فليس بصفة زائدة على كونه