قد يكون فرضا معيّنا ، وقد يكون من فرض الكفايات. ولسنا نعني بالقبول إظهار هذه اللفظة بل إظهار الدخول فيما التمس منه وإظهار الرضى به (ق ، غ ٢٠ / ١ ، ٢٥١ ، ٨)
عقد الإمامة
ـ فإن قال قائل : فبكم يتم عقد الإمامة عندكم؟ قيل له : تنعقد وتتم برجل واحد من أهل الحل والعقد إذا عقدها لرجل على صفة ما يجب أن يكون عليه الأئمة. فإن قالوا : وما الدليل على ذلك؟ قيل لهم : الدليل عليه أنّه إذا صحّ أنّ فضلاء الأمّة هم ولاة عقد الإمامة ، ولم يقم دليل على أنّه يجب أن يعقدها سائرهم ولا عدد منهم مخصوص لا تجوز الزيادة عليه والنقصان منه ، ثبت بفقد الدليل على تعيين العدد والعلم بأنّه ليس بموجود في الشريعة ولا في أدلّة العقول أنّها تنعقد بالواحد فما فوقه (ب ، ت ، ١٧٨ ، ١٢)
عقل
ـ إنّما سمّي العقل عقلا وحجرا ، قال الله تعالى (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (الفجر : ٥) لأنّه يزمّ اللسان ويخطمه ويشكله ويزبنه ويقيّد الفضل ويعقله عن أن يمضي فرطا في سبيل الجهل والخطإ والمضرّة ، كما يعقل البعير ويحجر على اليتيم (ج ، ر ، ٣٨ ، ١٨)
ـ وصفوا العقل فقالوا : منه علم الاضطرار الذي يفرّق الإنسان به بين نفسه وبين الحمار وبين السماء وبين الأرض وما أشبه ذلك ، ومنه القوّة على اكتساب العلم ، وزعموا أنّ العقل الحسّ نسمّيه عقلا بمعنى أنّه معقول ، وهذا قول" أبي الهذيل" (ش ، ق ، ٤٨٠ ، ٦)
ـ البلوغ هو تكامل العقل ، والعقل عندهم هو العلم ، وإنّما سمّي عقلا لأنّ الإنسان يمنع به عما لا يمنع المجنون نفسه عنه ، وأنّ ذلك مأخوذ من عقال البعير ، وإنّما سمّي عقاله عقالا لأنه يمنع به (ش ، ق ، ٤٨٠ ، ١١)
ـ معنى العقل إنّما هو المنع عنده (الجبائي) وهو مأخوذ من عقال البعير ، وإنّما سمّي علمه عقلا من هذا (ش ، ق ، ٥٢٦ ، ١٠)
ـ اعلم أنّه كان (الأشعري) يقول في معنى العقل إنّه هو العلم. ويستشهد على ذلك بكلام أهل اللغة في قولهم" عقلت كذا ولم أعقل كذا" ، ويشيرون في ذلك إلى معنى العلم (أ ، م ، ٣١ ، ٣)
ـ اعلم أنّه (الأشعري) كان يذهب في معنى العقل إلى أنّه هو العلم. ويعتمد في ذلك اللغة وما عليه أهلها من فائدة معنى هذه الكلمة ، وذلك أنّهم لا يفرّقون بين قول القائل" عقلته" و" عرفته" و" علمته" ، ويحيلون قول القائل إذا قال" عقلته ولم أعلمه" ، أو يقول" علمته ولم أعقله" ، كما يحيلون إذا قال" عرفته ولم أعلمه". فكما تبيّن بذلك أنّ العلم والمعرفة معناهما واحد فكذلك تبيّن بمثله أنّ العقل والعلم معناها واحد. وكان يقول إنّ علم الله تعالى إنّما لا يسمّى عقلا لأجل أنّ الأمّة قد منعت من ذلك ، وأوصافه وأسماؤه طريقها التوقيف (أ ، م ، ٢٨٤ ، ٥)
ـ إن قيل : وما ذلك الفعل الذي يمكن الاستدلال به على الله تعالى مع أنّ جنسه يدخل تحت مقدورنا؟ قلنا : أفعال الله كثيرة من جملتها العقل ، لأنّه يمكن الاستدلال به على الله تعالى مع أنّ جنسه وهو الاعتقادات يدخل في مقدورنا (ق ، ش ، ٩٠ ، ١٧)