ليس بمقدوره ؛ ويدرك تفرقة بين حركاته الإرادية ، وألوانه التي لا اقتدار له عليها ، ووجه الفصل بين القبيلين أنّه يصادف مقدوره واقعا به على حسب قصوده ودواعيه ، ولا يقع منه ما لا يقع على حسب انكفافه وانصرافه. فإذا صادف الشيء واقعا على حسب المقصود والداعية ، لم يسترب في وقوعه به ، ثم لا يقع به إلّا الحدوث ، فليكن العبد محدثا لفعله. ولو كان فعله غير واقع به ، لكان بمثابة لونه وسائر صفاته الخارجة عن مقدوراته (ج ، ش ، ١٨٢ ، ١٠)
عاقل ذاهل
ـ ربّ فعل يقع على حسب القصد ، وربما لا يقع على حسبه ، فإنّ أفعال العاقل الذاهل غير واقعه على حسب قصده ودواعيه ، وكذلك كل ما يصدر من النائم والمغمى عليه من الأفعال. فإذا لم يطرد ما قالوه في جميع الأفعال ، فوقوع بعضها على حسب الداعية لا يدلّ على كونه واقعا بالعبد من فعله. فإنّه قد يقع الشبع عند الأكل ، والريّ عند الشرب ، واكتساب الثوب ألوانا مقصودة عند الصبغ ، وفهم المخاطب عند الإفهام وخجله ووجله عند التخصيل والتهويل ؛ فهذه الأفعال ، مع وقوعها على حسب المقصود ، ليست أفعالا لذي الدواعي والقصود (ج ، ش ، ١٨٣ ، ٢)
عالم
ـ المعتزلة تجعل العالم بالله وبالأجسام من غير أن كان ذلك من الله ، من الاجتماع والتفرّق والحركة والسكون وجميع المتولّدات مما عن الخلق مفصولا أو بائنا ، وكذلك جميع العالم عند المجوس من الخير والشر ، بل المجوس ينسبون كثيرا من الجواهر إلى إبليس ، لا تقدر المعتزلة على نسبة شيء من ذلك إلى الله في الحقيقة (م ، ح ، ٣١٥ ، ٦)
ـ معنى العالم عنده (الأشعري) جملة المخلوقات جواهرها وأعراضها. وأنكر على الجبّائي قوله إنّ العالم اسم للجماعة (أ ، م ، ٣٧ ، ٦)
ـ العالم عند أصحابنا كل شيء هو غير الله عزوجل. والعالم نوعان : جواهر وأعراض (ب ، أ ، ٣٣ ، ١٣)
ـ زعم بعض أهل اللغة أنّ العالم كل ما له علم وحسّ ولم يجعل الجمادات من العالم. وقال آخرون أنّه مأخوذ من العلم الذي هو العلامة وهذا أصحّ لأنّ كل ما في العالم علامة ودلالة دالّة على صانعه (ب ، أ ، ٣٤ ، ١)
ـ إنّ العالم كلّه ما دون الله تعالى ، وهو كلّه مخلوق لله تعالى أجسامه وأعراضه كلّها لا نحاشى شيئا منها ، ثم إذا نظر الناظر في تقسيم أنواع أعراضه وأنواع أجسامه جرت القسمة جريا مستويا في تفصيل أجناسه وأنواعه بحدودها المميّزة لها ، وفصولها المفرّقة بينها على رتبة واحدة وهيئة واحدة ، إلى أن يبلغ إلى الأشخاص التي تلي أنواع الأنواع ، لا تفاوت في شيء من ذلك البتّة بوجه من الوجوه ، ولا تخالف في شيء منه أصلا (ح ، ف ٣ ، ٦٨ ، ٦)
ـ العالم كله جوهر حامل ، وعرض محمول ، ولا مزيد ، والجوهر أجناس وأنواع ، والعرض أجناس وأنواع ، والأجناس محصورة ببراهين قد ذكرناها في كتاب التقريب عمدتها أنّ الأجناس أقلّ عددا من الأنواع المنقسمة تحتها بلا شكّ ، والأنواع أكثر عددا من الأجناس إذ لا بدّ من أن يكون تحت كل جنس نوعان أو