٤٢٦ ، ١٤)
ـ الضلال نقيض الهدى ، والغيّ نقيض الرشد : أي هو مهتد راشد وليس كما تزعمون من نسبتكم إيّاه إلى الضلال والغيّ. وما أتاكم به من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه ، وإنّما هو وحي من عند الله يوحي إليه. ويحتجّ بهذه الآية من لا يرى الاجتهاد للأنبياء. ويجاب بأنّ الله تعالى إذا سوّغ لهم الاجتهاد كان الاجتهاد وما يستند إليه كلّه وحيا لا نطقا عن الهوى (ز ، ك ٤ ، ٢٨ ، ٩)
ضلالة
ـ الضلالة : الهلاك ؛ أي اختاروا ما به يهلكون على ما به نجاتهم. وإن كانوا لا يقصدون شراء الهلاك بما به النجاة (م ، ت ، ٥٢ ، ١٠)
ضنين
ـ إنّه تعالى متفضّل بما خلق ، جواد به ، ولا يجب إذا كان قادرا على ما لا يتناهى به أن يكون بخيلا ، لأنّ البخل هو منع الواجب ، ولذلك يذمّ بالبخل ، وهو تعالى ممّن لا يجب عليه في الابتداء فعل شيء ، وإنّما يلزمه ذلك بعد التكليف من حيث اقتضى التكليف وجوبه عليه ، ولا يجب كونه ضنينا ؛ لأنّ الضنين هو المستمسك بالشيء لمنفعة أو ما يجري مجراها ، والقديم تعالى يستحيل ذلك عليه (ق ، غ ١١ ، ١٢٧ ، ٩)
ضيّع الواجب
ـ إنّ معنى قولنا : إنّه ضيّع الواجب ، هو أنّه لم يفعل من مقدّماته ما لو فعله لأمكنه أن يأتي بالواجب ، لأنّه لا يمتنع في الواجبين أن يبنى أحدهما على الآخر ، فإنّما يتمّ فعل الثاني إذا تقدّم منه فعل الأول ، ومتى لم يتقدّم ذلك تعذّر عليه فعل الثاني. فما هذا حاله ، نقول فيه ، متى ترك الأوّل : إنّه مضيّع للثاني من حيث فوّت نفسه ، فعله من حيث أخلّ بالواجب الأول. ونقول : إنّه يستحقّ العقوبة على أنّ لم يفعل الثاني من حيث ضيّعه ، كما يستحقّ العقاب على أن لم يفعل الأول من حيث تركه ، فيكون مستحقّا للعقاب عليهما لأنّه لم يفعلهما وقد وجبا عليه. لكن أحدهما لم يفعله ، وصحّ منه الترك ؛ والآخر لم يفعله ، ولا يصحّ منه الترك. وهذا كما بيّناه ، فيمن لم يفعل الصوم في أول النهار وأكل فيه ، أنّه يستحقّ العقوبة على ذلك وقد ضيّع صوم باقي يومه من حيث فوّت نفسه ، بما فعله أولا ، من اتمامه ، فيستحقّ العقوبة لأنّه لم يفعل كلا الأمرين (ق ، غ ١٢ ، ٤٥٥ ، ٧)
ضيق
ـ إنّما ذكر الله ، يا أمير المؤمنين ، الشرح والضيق في كتابه ، رحمة منه لعباده وترغيبا منه لهم في الأعمال التي يستوجبون بها ، في حكمته ، أن يشرح صدورهم ، وتزهيدا منه لهم في الأعمال التي يستوجبون بها ، في حكمته ، تضييق الصدور ، ولم يذكر لهم ذلك ليقطع رجاءهم ، ولا ليؤيسهم من رحمته وفضله ، ولا ليقطعهم عن عفوه ومغفرته وكرمه ، إذا هم صلحوا. وقد بين الله ، عزوجل ، في كتابه ، فقال تعالى : (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة : ١٦) (ب ، ق ، ١١٦ ، ١٥)