يكون الفعل من غير فاعل ، والذين ادّعوا الضرورة في هذه المسألة من المتكلّمين استغنوا عن الطرق الأربع التي ذكرناها وأمير المؤمنين عليهالسلام اعتمد أولا على طريق واحدة ، ثم جنح ثانيا إلى دعوى الضرورة وكلا الطريقين صحيح (أ ، ش ٣ ، ٢٠٢ ، ١٩)
ضروري
ـ إذا وجب أن يعرفه (الفعل المكلّف) فحصول هذه المعرفة تكون له بطريقين : أحدهما بأن يفعل الله تعالى فيه العلم به وهو الذي نسمّيه ضروريّا. والثاني بأن ينصب له على ذلك دلالة يستدلّ بها فيفعل هو العلم ، وفي كل الوجهين لا بدّ من أن يفعل الله تعالى ما معه يتمكّن من العلم بصفة ما قد كلّف وإن اختلفت حال هذين العلمين. فإذا كان ضروريّا تناول جمل الأفعال وأفعالا على أوصاف إنّها إذا كانت بصفة كيت وكيت فهي قبيحة أو واجبة أو حسنة وهذا هو الذي يجري في الكتب أنّ العلم بأصول المقبّحات والمحسّنات والواجبات ضروريّ. وإذا كان مكتسبا يتناول أعيان الأفعال (ق ، ت ١ ، ٣ ، ١٩)
ـ العلم الحادث ينقسم إلى الضروريّ ، والبديهيّ ، والكسبيّ. فالضروريّ هو العلم الحادث غير المقدور للعبد مع الاقتران بضرر أو حاجة ، والبديهيّ كالضروريّ غير أنّه لا يقترن بضرر ولا حاجة ، وقد يسمّى كل واحد من هذين القسمين باسم الثاني. ومن حكم الضروريّ في مستقرّ العادة أن يتوالى فلا يتأتى الانفكاك عنه والتشكّك فيه ؛ وذلك كالعلم بالمدركات ، وعلم المرء بنفسه ، والعلم باستحالة اجتماع المتضادات ونحوها. والعلم الكسبيّ هو العلم الحادث المقدور بالقدرة الحادثة. ثم كل علم كسبيّ نظريّ ، وهو الذي يتضمّنه النظر الصحيح في الدليل (ج ، ش ، ٣٥ ، ٦)
ضروريات
ـ ما يحدث من العلوم عن الحسّ والخبر على هذا الشرط من جملة الضروريّات ، وما يحدث عن النظر من جملة المكتسبات (أ ، م ، ١٨ ، ٢٢)
ـ ما يدرك بالعقل قد يكون بلا واسطة نظر ، كالضروريّات ، وقد يكون بواسطة نظر كالاستدلاليات (ق ، س ، ٥٣ ، ١٥)
ضعف
ـ كذلك القول لو وقع من عباده ما لا يعلمه ، فكذلك لا يجوز أن يقع من عباده ما لا يريده ، لأنّ ذلك يوجب أن يقع عن سهو وغفلة ، أو عن ضعف وتقصير عن بلوغ ما يريده ، كما يجب ذلك لو وقع من فعله المجمع على أنّه فعله ما لا يريده. وأيضا فلو كانت المعاصي وهو لا يشاء أن تكون لكان قد كره أن تكون ، وأبى أن تكون ، وهذا يوجب أن تكون المعاصي كائنة شاء الله أم أبى ، وهذه صفة الضعف ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا (ش ، ب ، ١٢٦ ، ١٦)
ضلال
ـ أمّا قوله (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (الأنعام : ١٢٥) فإنّ الله جلّ ذكره يريد أن يضلّ الكافر ، وإضلاله إيّاه تسميه إيّاه ضالّا وحكمه عليه بما كان منه من الضلال (خ ، ن ، ٨٩ ، ٢٣)