أنّهم يقولون : هذه الصفات قد وردت في الشرع ، فنسمّيها صفات خبرية (ش ، م ١ ، ٩٢ ، ٦)
صفات الذات
ـ كان يقول (النظّام) إنّ الصفات للذات إنّما اختلفت لاختلاف ما ينفى عنه من العجز والموت وسائر المتضادّات من العمى والصمم وغير ذلك لا لاختلاف ذلك في نفسه ـ وقال غيره من المعتزلة : إنّما اختلفت الأسماء والصفات لاختلاف المعلوم والمقدور لا لاختلاف فيه (ش ، ق ، ١٦٧ ، ٣)
ـ اختلفت المعتزلة هل يقال لله علم وقدرة أم لا وهم أربع فرق : فالفرقة الأولى منهم يزعمون أنّا نقول للبارئ علما ونرجع إلى إنّه عالم ونقول له قدرة ونرجع إلى أنّه قادر لأنّ الله سبحانه أطلق العلم فقال : (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (النساء : ١٦٦) وأطلق القدرة فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (فصلت : ١٥) ، ولم يطلقوا هذا في شيء من صفات الذات ولم يقولوا حياة بمعنى حيّ ولا سميع بمعنى سميع وإنّما أطلقوا ذلك في العلم والقدرة من صفات الذات فقط ، والقائل بهذا" النظّام" وأكثر معتزلة البصريين وأكثر معتزلة البغداديين. والفرقة الثانية منهم يقولون : لله علم بمعنى معلوم وله قدرة بمعنى مقدور وذلك أنّ الله قال : (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) (البقرة : ٢٥٥) أراد : من معلومه ، والمسلمون إذا رأوا المطر قالوا : هذه قدرة الله أي مقدوره ، ولم يقولوا ذلك في شيء من صفات الذات إلّا في العلم والقدرة. والفرقة الثالثة منهم يزعمون أن لله علما هو هو وقدرة هي هو وحياة هي هو وسمعا هو هو ، وكذلك قالوا في سائر صفات الذات ، والقائل بهذا القول" أبو الهذيل" وأصحابه. والفرقة الرابعة منهم يزعمون أنّه لا يقال لله علم ولا يقال قدرة ولا يقال سمع ولا بصر ولا يقال لا علم له ولا [لا] قدرة له وكذلك قالوا في سائر صفات الذات ، والقائل بهذه المقالة" العبّادية" أصحاب" عبّاد بن سليمان" (ش ، ق ، ١٨٨ ، ٤)
ـ المعتزلة تفرّق بين صفات الذات وصفات الأفعال بأنّ صفات الذات لا يجوز أن يوصف البارئ بأضدادها ولا بالقدرة على أضدادها ، كالقول عالم لا يوصف بالجهل ولا بالقدرة على أن يجهل (ش ، ق ، ٥٠٨ ، ١١)
ـ إنّ صفات ذاته [هي التي] لم تزل ، ولا يزال موصوفا بها (ب ، ن ، ٢٦ ، ٣)
ـ إنّ الصفة القديمة كالعلم ، والكلام ونحو ذلك من صفات الذات لا يجوز أن تفارق الموصوف ، لأنّ الصفة إذا فارقت الموصوف اتصف بضدّها ، والله تعالى متنزه عن الصفة وضدّها (ب ، ن ، ٩٨ ، ١٠)
ـ إنّ صفات الذات لا يصحّ أن تدلّ إلّا بعد أن يعرف الموصوف ، ويعلم كيف يستحقّ هذه الصفات (ق ، م ١ ، ١١ ، ٤)
ـ صفات الذات ترجع إلى الآحاد دون الجمل (ن ، م ، ٢٣٨ ، ١٨)
ـ لو كانت هذه الصفات (صفات الذات) بالفاعل ، لوجب أن تكون لصفة من صفاته فيها تأثير ، وصفات الفاعل المؤثّرة هو كونه قادرا وعالما ومريدا وكارها ومتفكّرا. فأمّا كونه قادرا فلا يتعدّى طريقة الأحداث كونه عالما فيؤثّر في ترتيب الفعل. ولو كانت هذه