صار حيّا ، ولم يصر حيّا بالروح كما لم يصر حيّا بالدم والبنية ، وإن احتيج إليهما جميعا (ق ، غ ١١ ، ٣٣٨ ، ٨)
ـ قد حكينا عنه (النظّام) في الإنسان أنّه الروح ، وأنّ الروح هي الحياة المشابكة لهذا الجسد ، وأنّها في الجسد على جهة المداخلة ، وأنّه جوهر واحد غير مختلف ، وهو قويّ حيّ عالم بذاته (ق ، غ ١١ ، ٣٣٩ ، ٢)
ـ قالت طائفة النفس هي النسيم الداخل الخارج بالتنفّس ، فهي النفس ، قالوا والروح عرض وهو الحياة فهو غير النفس ، وهذا قول الباقلاني ومن اتّبعه من الأشعريّة (ح ، ف ٥ ، ٧٤ ، ٨)
ـ إن قيل : بيّنوا : الروح ومعناه ، فقد ظهر الاختلاف فيه. قلنا : الأظهر عندنا ، أنّ الروح أجسام لطيفة مشابكة للأجسام المحسوسة ، أجرى الله تعالى العادة استمرار حياة الأجسام ما استمرّت مشابكتها لها ، فإذا فارقتها يعقب الموت الحياة في استمرار العادة (ج ، ش ، ٣١٨ ، ١٢)
ـ إنّ الإنسان في الحقيقة هو النفس والروح ، والبدن آلتها وقالبها (النظّام) (ش ، م ١ ، ٥٥ ، ٩)
ـ إنّ الروح جسم لطيف مشابك للبدن مداخل للقلب بأجزائه مداخلة المائيّة في الورد ، والدهنيّة في السمسم ، والسمنية في اللبن. وقال (النظّام) إنّ الروح هي التي لها قوة ، واستطاعة وحياة ومشيئة. وهي مستطيعة بنفسها ، والاستطاعة قبل الفعل (ش ، م ١ ، ٥٥ ، ١٠)
ـ إنّ الروح جسم لطيف بخاري يتكوّن من ألطف أجزاء الأغذية ينفذ في العروق الضوارب ، والحياة عرض قائم بالروح وحالّ فيها ، فللدماغ روح دماغية وحياة حالّة فيها ، وكذلك للقلب وكذلك للكبد (أ ، ش ٢ ، ٢٤٢ ، ٢٢)
ـ إنّ أبا القاسم البلخيّ من المعتزلة وأتباعه ذكروا : أنّ الروح الإنسانيّ جوهر ليس له صفة التحيّز (ط ، م ، ٢٢٩ ، ٢١)
روح الله
ـ قال شيخنا أبو علي : إنّ الغرض بوصفه عيسى بأنّه كلمة الله أنّ الناس يهتدون به كاهتدائهم بالكلمة. ومعنى قولنا إنّه روح الله أنّ الناس يحيون به في دينهم كما يحيون بأرواحهم الكائنة في أجسادهم. وذلك توسّع وتشبيه له بالكلمة التي هي الدلالة والروح الذي يحتاج الحيّ منّا إليه (ق ، غ ٥ ، ١١١ ، ١٨)
روح القدس
ـ قيل : " أيّدناه بروح القدس". يعني بالروح ، روح الله. ووجه إضافة روح عيسى إلى الله عزوجل ؛ (أن تكون أضيفت) تعظيما له وتفضيلا. وذلك أنّ كل خاص أضيف إلى الله ـ عزوجل ـ أضيف ؛ تعظيما لذلك الشيء ، وتفضيلا له ، كما يقال لموسى : كليم الله ، ولعيسى : روح الله ، ولإبراهيم : خليل الله ، على التعظيم والتفضيل (م ، ت ، ٢١٤ ، ١)
روح لاهوتي
ـ قال الشيخ رحمهالله : وتفرّقت النصارى في المسيح ، فمنهم من جعل له روحين : أحدهما محدثا وهو روح الناسوتيّة ، يشبه أرواح الناس ، وروح لاهوتيّ قديمة ، جزء من الله ،