تعلّقه فلا مانع من تعلّقه ، وصار حكمه حكم العلم من غير فرق (م ، غ ، ١٦٦ ، ١)
ـ إنّ الرؤية تستدعي المقابلة ، والمقابلة تستدعي الجهة ، والجهة توجب كونه جوهرا أو عرضا ، فإنّهم لم يبنوا ذلك إلّا على فاسد أصولهم في أنّ الإدراك بالبصر لا يكون إلّا بانبعاث الأشعّة من العين ، واتّصالها بالمبصر ، أو انطباع المبصر في البصر بسبب المقابلة وتوسّط المشف (م ، غ ، ١٦٧ ، ١٥)
ـ الرؤية تشخّص المرئيّ ، والتشخّص لا يمكن إلّا مع كون المتشخّص ذا جهة (أ ، ش ١ ، ١٩ ، ٣٣)
ـ إنّ جنس الرؤية يشهد بوجود الباري من غير محاضرة منه للحواس (أ ، ش ٣ ، ١٩٦ ، ٢١)
ـ الرؤية : المشاهدة بالبصر حيث كان أي في الدنيا والآخرة (ج ، ت ، ١٤٥ ، ٨)
رؤية الله
ـ إن قال قائل لم قلتم أن رؤية الله تعالى بالأبصار جائزة من باب القياس ، قيل له قلنا ذلك لأنّ ما لا يجوز أن يوصف به الباري تعالى ويستحيل عليه فإنّما لا يجوز لأنّ في تجويزه إثبات حدثه أو إثبات حدث معنى فيه أو تشبيهه أو تجنيسه أو قلبه عن حقيقته أو تجويره أو تظليمه أو تكذيبه. وليس في جواز الرؤية إثبات حدثه لأنّ المرئيّ لم يكن مرئيّا لأنّه محدث ، ولو كان مرئيّا لذلك للزمهم أن يرى كل محدث وذلك باطل عندهم. على أنّ المرئيّ لو كان مرئيّا لحدوثه لكان الرائي محدثا للمرئي إذ كان مرئيّا لحدوثه. وليس في الرؤية إثبات حدوث معنى في المرئيّ لأنّ الألوان مرئيّات ولا يجوز حدوث معنى (فيها) ... وليس في إثبات الرؤية لله تعالى تشبيه الباري تعالى ولا تجنيسه ولا قلبه عن حقيقته لأنّا نرى السواد والبياض فلا يتجانسان ولا يتشبهان بوقوع الرؤية عليهما ولا ينقلب السواد عن حقيقته إلى البياض بوقوع الرؤية عليه ولا البياض إلى السواد. وليس في الرؤية تجويره ولا تظليمه ولا تكذيبه لأنّا نرى الجائر والظالم والكاذب ونرى من ليس بجائر ولا ظالم ولا كاذب. فلمّا لم يكن في إثبات الرؤية شيء مما لا يجوز على الباري لم تكن الرؤية مستحيلة ، وإذا لم تكن مستحيلة كانت جائزة على الله (ش ، ل ، ٣٢ ، ٣)
رؤية البصر
ـ قالوا (المعتزلة) : رؤية البصر هي إدراك البصر (ش ، ب ، ٤٧ ، ١٣)
رؤية العين
ـ الدليل على أنّ الله تعالى يرى بالأبصار قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٢ ـ ٢٣) ولا يجوز أن يكون معنى قوله (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٣) معتبرة كقوله (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية : ١٧) لأن الآخرة ليست بدار اعتبار. ولا يجوز أن يعني متعطفة راحمة كما قال (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (آل عمران : ٧٧) أي لا يرحمهم ولا يتعطف عليهم لأنّ الباري لا يجوز أن يتعطف عليه. ولا يجوز أن يعني منتظرة لأنّ النظر إذا قرن بذكر الوجوه لم يكن معناه نظر القلب الذي هو انتظار ، كما إذا قرن النظر بذكر القلب لم يكن معناه نظر العين. لأنّ القائل إذا قال" أنظر بقلبك في هذا الأمر" كان معناه نظر القلب ، وكذلك إذا قرن النظر بالوجه لم يكن معناه إلّا