نظر الوجه ، والنظر بالوجه هو نظر الرؤية التي تكون بالعين التي في الوجه. فصحّ أن معنى قوله تعالى (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٣) رائية إذ لم يجز أن يعني شيئا من وجوه النظر. وإذا كان النظر لا يخلو من وجوه أربع وفسد منها ثلاثة أوجه صحّ الوجه الرابع وهو نظر رؤية العين التي في الوجه (ش ، ل ، ٣٤ ، ١٥)
رؤية المعدوم
ـ كان (الأشعري) يذهب إلى إحالة رؤية المعدوم. وحكى في كتاب العمد أنّ من أصحابه من أجاز رؤية المعدوم. فأمّا هو فقد أنكر ذلك ، وقال : " علّة جواز رؤية الشيء وجوده ، والمعدوم ليس بموجود فيستحيل رؤيته" (أ ، م ، ٨١ ، ٦)
راء
ـ إنّ الواحد منّا يحتاج في كونه رائيا إلى حاسّة البصر ، وفسادها يحلّ بكونه رائيا (ق ، غ ٤ ، ٣٣ ، ١١)
ـ اعلم أنّ الرائي منّا إنّما يرى الشيء متى كانت حاسّته صحيحة والموانع مرتفعة ، ولا يحتاج في كونه رائيا ومدركا إلى علّة بها يصير كذلك : لأنّه كان يجب أن يصحّ أن لا يوجد مع صحّة حاسّته وحضور المرئيّ بين يديه وارتفاع الموانع ولا يرى الشيء على وجه (ق ، غ ٤ ، ٥٠ ، ٣)
ـ إنّ الرائي منّا لا يرى إلّا بشعاع ينفصل من عينه على وجه مخصوص (ق ، غ ٤ ، ٥٩ ، ٢)
ـ أمّا الرائي فإنّما يوصف لحصول الحال المخصوصة التي يقتضيها كونه حيّا (ق ، غ ٤ ، ٨١ ، ٥)
ـ اعلم أنّ الرائي لا يرى الشيء إلّا لاختصاصه بصفة من الصفات متى كان عليها رآه ، وإذا لم يكن عليها لم يره. ولذلك لا يرى المعدوم في حال عدمه ويرى الموجود. ولذلك لا يرى إلّا بعض الأجناس دون بعض ، ولا يدرك بسائر الحواس إلّا أشياء مخصوصة دون غيرها (ق ، غ ٤ ، ٨٢ ، ٣)
ـ إنّ الرائي منّا لا يرى برؤية في عينه ، ودللنا على بطلان هذا القول ، وبيّنا أنّه إنّما يرى بصحّة حاسّته إذا ارتفعت الموانع (ق ، غ ٤ ، ١٢٢ ، ١٣)
ـ أمّا الوصف له (لله) بأنّه رائي فقد قال شيخنا أبو علي : إنّه يستعمل ذلك على وجهين : بمعنى مدرك للمرئيات ، وذلك لا يستعمل فيه إلّا عند إدراكه لها ، فأمّا بمعنى عالم فيستعمل فيه تعالى فيما لم يزل ، لأنّ ذلك حقيقة فيه. وقال : إنّ الرؤية في اللغة قد تكون حقيقة في العلم والإدراك على حدّ واحد ، وكذلك وصف الرائي بأنّه رائي قد يكون حقيقة على هذين الوجهين (ق ، غ ٥ ، ٢٢٣ ، ٣)
رافضة
ـ أمّا جملة قول الرافضة فهو أنّ الله عزوجل ذو قدّ وصورة وحدّ يتحرّك ويسكن ويدنو ويبعد ويخفّ ويثقل ، وأنّ علمه محدث وأنّه كان غير عالم فعلم وأنّ جميعهم يقول بالبدء وهو أنّ الله يخبر أنّه يفعل الأمر ثم يبدو له فلا يفعله. هذا توحيد الرافضة بأسرها إلا نفرا منهم يسيرا صحبوا المعتزلة واعتقدوا التوحيد فنفتهم الرافضة عنهم وتبرّت منهم. فأمّا جملتهم ومشايخهم مثل هاشم بن سالم وشيطان الطاق وعلي بن ميثم (وهشام) بن الحكم وعلي بن