إدراك
ـ قول أصحاب الطبائع أنّ الإدراك فعل لمحلّه الذي هو قائم به ، وهم أصحاب" معمّر" (ش ، ق ، ٣٨٢ ، ١٣)
ـ (الإدراك) هو لله دون غيره بإيجاب خلقه للحواسّ ، وليس يجوز منه فعل إلّا كذلك ، وهذا قول" إبراهيم النظّام" (ش ، ق ، ٣٨٢ ، ١٥)
ـ (الإدراك) هو لله لطبيعة يحدثها في الحاسّة مولّدة له ، وهذا قول" محمد بن حرب الصيرفي" وكثير من أهل الإثبات (ش ، ق ، ٣٨٣ ، ١)
ـ (الإدراك) هو لله يبتدئه ابتداء ويخترعه اختراعا ، إن شاء أن يرفعه والبصر صحيح والفتح واقع والشخص محاذ والضياء متوسّط ، وإن شاء أن يخلقه في الموات فعل ، وهذا قول" صالح قبّة" (ش ، ق ، ٣٨٣ ، ٣)
ـ الإدراك فعل الله يخترعه ولا يجوز أن يفعله الإنسان ولا يجوز أن يكون البصر صحيحا والضياء متّصلا ولا يفعل الله سبحانه الإدراك ، ولا يجوز أن يجعل الله سبحانه الإدراك مع العمى ولا يجوز أن يفعله مع الموت (ش ، ق ، ٣٨٣ ، ٦)
ـ قال" ضرّار" : الإدراك كسب للعبد خلق لله (ش ، ق ، ٣٨٣ ، ١٠)
ـ قال بعض البغداديين : الإدراك فعل للعبد ومحال أن يكون فعلا لله عزوجل (ش ، ق ، ٣٨٣ ، ١١)
ـ إن قيل : فالإدراك الإحاطة. قيل : هذا فاسد في اللسان ، لأنّ العرب لا تفرّق بين قول الرجل : أدركته ببصري ورأيته ببصري ، ولو كان الإدراك الإحاطة لقيل في الحائط إنّه مدرك لأنّه بالدار محيط (ع ، أ ، ١٦ ، ١٠)
ـ الإدراك في الحقيقة شيء غير اللمس واتصال سائر الحواس بالمحسوسات وأماكنها وغيره من ضروب الاتصال (ب ، ت ، ٣٨ ، ٢)
ـ إنّ الإدراك معنى زائد على العلم وعنه يحدث العلم (أ ، م ، ١٨ ، ١)
ـ إنّ الإدراك يختصّ الموجود دون المعدوم (أ ، م ، ١٨ ، ٦)
ـ إنّ الرؤية إدراك للمرئيّ على ما هو به ، كما أنّ العلم تبيّن للمعلوم على ما هو به ، وليس يحصل المعلوم على تلك الصفة لأجل العلم كما ليس يحصل المدرك على تلك الصفة لأجل الإدراك. فإذا كان ما يرى ممّا يستحيل كونه في مكان كان الإدراك له إدراكا له على ما هو به ، لا أنّه يصير بالإدراك أو عنده في مكان. فعلى هذا حكم القديم والمحدث سواء في هذا الباب. وإنّما يحدث الله الإدراك على مجرى العادة عند حدوث معان ومقابلة أشياء لا لأجل تلك المعاني ولا لأجل المقابلة. وليس بمنكر عنده أن يحدث الله تعالى إدراكا لما أحدث سبب موجب ، بل يجري مجرى ما أجرى الله تعالى به العادة من إنبات الزرع عند البذر والولد عند الوطء (أ ، م ، ٨٨ ، ١٧)
ـ كان (الأشعري) يقول في الإدراك إنّ الله تعالى هو المخترع له في الأبصار عند وجود الضياء والمقابلة ، ولو أراد أن يخلقه مع عدم الضياء والمقابلة كان على ذلك قادرا وكان كونه صحيحا. وكان يقول إنّ ذلك نظير إحداثه الإنسان عن النطفة عقيب الوطء والزرع عند البذر عقيب الحرث ، وإنّه قادر أن يبتدئ ذلك ابتداء من غير تقدّم بذر ولا حرث (أ ، م ، ١٣٣ ، ١١)