ـ (فخلق) فقدّر (ز ، ك ٤ ، ١٩٣ ، ١٨)
ـ (مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) (عبس : ١٩) فهيّأه لما يصلح له ويختصّ به ، ونحوه ـ وخلق كل شيء فقدّره تقديرا ـ نصب السبيل بإضمار يسر وفسّره بيسر ؛ والمعنى : ثم سهل سبيله وهو مخرجه من بطن أمه ، أو السبيل الذي يختار سلوكه من طريق الخير والشر بإقداره وتمكينه كقوله (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ) (الإنسان : ٣) وعن ابن عباس رضي الله عنهما : بيّن له سبيل الخير والشرّ (ز ، ك ٤ ، ٢١٩ ، ١٠)
ـ قال (خَلَقَ الْإِنْسانَ) (الرحمن : ٣)؟ قلت : هو على وجهين : إمّا أن لا يقدّر له مفعول وأن يراد أنّه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه ، وإمّا أن يقدّر ويراد خلق كل شيء فيتناول كل مخلوق لأنّه مطلق ، فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض ، وقوله (خَلَقَ الْإِنْسانَ) (الرحمن : ٣) تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق لأنّ التنزيل إليه ، وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان كما قال (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ) (الرحمن : ١ ـ ٢ ـ ٣) فقيل الذي خلق مبهما ثم فسّره بقوله خلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان ودلالة على عجيب فطرته (ز ، ك ٤ ، ٢٧٠ ، ١١)
خلق آدم بيده
ـ أمّا قوله صلىاللهعليهوسلم خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده ، فذلك حق يدلّ على أنّ المراد التخصيص بمزيد الكرامات (ف ، س ، ١٥٨ ، ٢)
خلق آدم على صورته
ـ أمّا قوله : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين : ٤) فليس التقويم في هذه الآية مضافة إلى الله عزوجل وإنّما معناه أنّه ليس فيما خلق الله عزوجل أحسن صورة وتقويما من الإنسان ، ومعنى قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم إنّ الله خلق آدم على صورته ، هو أنّه خلقه حين خلقه على الصورة التي كان عليها في الدنيا ، لم ينقله في الأصلاب والأرحام على اختلاف الأحوال من نطفة إلى علقة ومضغة وجنين ، كما فعل ذلك بنسله ، ولم يشوّه خلقه عند إخراجه من الجنّة كما فعل بالحيّة حين أخرجها من الجنّة فشوّه صورتها بأن مسخ قوائمها حتى مشت على بطنها وشقّ أسنانها وسوّد لسانها أيضا ، ولم يشوّه شيئا من صورة آدم عليهالسلام. فذلك معنى قوله خلقه على صورته والكناية راجعة إلى آدم عليهالسلام (ب ، أ ، ٧٦ ، ٦)
خلق الأفعال
ـ في خلق الأفعال : والغرض به ، الكلام في أنّ أفعال العباد غير مخلوقة فيهم وأنّهم المحدثون لها. والخلاف في ذلك مع المجبرة : فإنّ منهم من ذهب إلى أنّ هذه الأفعال مخلوقة لله تعالى فينا لا تعلّق لها بنا أصلا ، لا اكتسابا ولا إحداثا وإنّما نحن كالظروف لها ، وهم الجهمية أصحاب جهم بن صفوان. ومنهم من ذهب إلى أنّ لها بنا تعلّقا من جهة الكسب وإن كانت مخلوقة فينا من جهة الله تعالى (ق ، ش ، ٣٢٣ ، ١٧)
خلق الإيمان
ـ يجب بمطلق القول خلق الإيمان بقوله : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام : ١٠٢) ،