تنفعني لدى أم جندب. فلمّا أراد الانتظار لم يقل : " إلى" فلمّا قال عزوجل : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٣) علمنا أنّه لم يرد الانتظار ، وإنما أراد نظر الرؤية (ش ، ب ، ٣٣ ، ٢)
انتظار تعلّق
ـ إن قيل معنى تعلّق القدرة قبل وقوع المقدور ، أنّ المقدور إذا وقع ، وقع بها. قلنا فليس هذا تعلّقا في الحال ، بل هو انتظار تعلّق ، فينبغي أن يقال القدرة موجودة ، وهي صفة لا تعلّق لها ، ولكن ينتظر لها تعلّق ، إذا وقع المقدور بها ، وكذا القادرية ؛ ويلزم عليه محال ، وهو أنّ الصفة التي لم تكن من المتعلّقات صارت من المتعلّقات ، وهو محال (غ ، ق ، ٩٣ ، ١٢)
انتقال
ـ إنّ الانتقال عبارة أخذت من انتقال الجوهر من حيّز إلى حيّز. وذلك يثبت في العقل بأنّ فهم الجوهر ، وفهم الحيّز ، وفهم اختصاص الجوهر بالحيّز ، زائد على ذات الجوهر. ثم علم أنّ العرض لا بدّ له من محل ، كما لا بدّ للجوهر من حيّز. فتخيّل أنّ إضافة العرض إلى المحل ، كإضافة الجوهر إلى الحيّز ، فيسبق منه إلى الوهم إمكان الانتقال فيه ، كما في الجوهر (غ ، ق ، ٢٩ ، ٦)
ـ إنّ الانتقال عبارة عن الحصول في حيّز بعد الحصول في حيّز آخر ، وذلك إنّما يعقل في المتحيّز (ف ، م ، ٨٥ ، ٧)
انحصار مقدورنا
ـ قد عرفنا صحّة كون أحدنا قادرا في حال بقائه على وجه تتجدّد له هذه الصفة كما يصحّ أن يكون عليها في حال الحدوث. ويلزم على هذا القول أيضا نحو ما تقدّم لأنّا نقول : كان ينبغي أن لا يقع التفاضل بين القادرين في كثرة المقدور وقلّته لأنّ الجاعل في كلي الحالين قد جعل هذه الجملة قادرة. ولا يمكن أن يجعل انحصار المقدور معلّقا على انحصار الصفة ، لأنّا قد عرفنا أنّ القديم تعالى له بكونه قادرا صفة واحدة ، ومع هذا فليس ينحصر مقدوره ، فيجب أن يكون سبب انحصار مقدورنا استناد هذه الصفة إلى القدرة (ق ، ت ٢ ، ٢٤ ، ١٥)
إنزال
ـ ليس المعنى بالإنزال حط شيء من علوّ إلى سفل ؛ فإنّ الإنزال بمعنى الانتقال ، يتخصّص بالأجسام والأجرام (ج ، ش ، ١٣٠ ، ١٠)
ـ المعنيّ بالإنزال ، أنّ جبريل صلوات الله عليه أدرك كلام الله تعالى وهو في مقامه فوق سبع سماوات ، ثم نزل إلى الأرض ، فأفهم الرسول صلىاللهعليهوسلم ما فهمه عند سدرة المنتهى من غير نقل لذات الكلام (ج ، ش ، ١٣٠ ، ١٦)
إنزال القرآن
ـ كان (الأشعري) يقول في معنى إنزال القرآن إنّه إنزال الرسول به على معنى أنّه حفظه في علوّ فأدّاه في سفل ، فقيل إنّه نزل بالقرآن على معنى أنّه أدّى ما سمعه في علوّ في سفل. ألا ترى أنّه يقال لمن يؤدّي ما يسمعه في مستوى من الأرض إنّه ينقل الكلام من موضع إلى موضع ، ولمن يسمعه من علوّ ويؤدّي في سفل إنّه نزل برسالة فلان وبكلامه؟ وفي الحقيقة النازل