وقد يقع من العاقل. ولا يستحقّ ذلك به لمانع نحو طاعات عظيمة تقارنه ، أو تقدّم توبه. فقد صحّ مفارقته في هذا الباب العلل الموجبة (ق ، غ ٨ ، ١٦٩ ، ١٥)
آن
ـ كل زمان فنهايته الآن ، وهو حدّ الزمانين ، فهو نهاية الماضي وما بعده ابتداء للمستقبل وهكذا أبدا يفنى زمان ويبتدئ آخر ، وكل جملة من جمل الزمان فهي مركّبة من أزمنة متناهية ذات أوائل (ح ، ف ١ ، ١٥ ، ١)
ـ الزمان إمّا الماضي ، وإمّا المستقبل ، وليس له قسم هو الآن. إنّما الآن هو فصل مشترك بين الماضي والمستقبل ، كالنقطة في الخطّ. والماضي ليس بمعدوم مطلقا ، إنّما هو معدوم في المستقبل ، والمستقبل معدوم في الماضي ، وكلاهما معدومان في الآن. وكلّ واحد منهما موجود في حدّه (ط ، م ، ١٣٧ ، ١)
ـ لو كان الآن جزءا من الزّمان لما أمكن قسمة الزمان إلى قسمين. مثلا تقول : من الغداة إلى الآن ، ومن الآن إلى العشاء. فإن كان الآن جزءا لم تكون هذه لقسمة صحيحة ولا أمكن قسمة مقدار من الزمان إلى قسمين. فالآن موجود ، وهو عرض حالّ في الزّمان ، كالفصل المشترك في الخطّ ، وليس بجزء من الزمان ، وليس فنائه إلّا بعبور زمان ، فلا يلزم منه تتالي الآنات (ط ، م ، ١٣٧ ، ٨)
أنبياء
ـ قال شيوخنا : لا يجوز على الأنبياء ، عليهمالسلام ، في الخلقة والأخلاق ، ما ينفّر ، كما لا يجوز ذلك في الأفعال (ق ، غ ١٥ ، ٣١٢ ، ٤)
ـ إنّ الأنبياء أفضل من الأولياء ويدلّ عليه النقل والعقل (ف ، أ ، ٧٧ ، ٤)
انتصاف
ـ الانتصاف هو أن تأخذ للمظلوم من الظالم حقّه ، لا أن يتفضّل الله على الظالم ليأخذ منه المظلوم ؛ وعلى هذا فإنّ قاضي بلدة إذا سارع إليه خصمان فأراد القاضي الانتصاف منهما فإنّه يأخذ الحقّ من المستحقّ عليه ويضعه في المستحقّ ، فأمّا أن يوفّر ذلك من كيسه على المستحقّ دون أن يتعرّف للمستحقّ عليه فإنّه لا يكون منتصفا (ق ، ش ، ٥٠٥ ، ١٣)
ـ إنّه تعالى ينقل عن الظالم القدر الذي يستحقّه المظلوم عليه من المنافع فيكون منتصفا له منه ؛ لأنّه تعالى إنّما ينتصف للمظلوم لاستيفاء حقّه. وإذا كان ما ذكرناه يتضمّن استيفاءه فيجب أن يكون هو الانتصاف (ق ، غ ١٣ ، ٥٣٠ ، ٥)
ـ إنّ الانتصاف لا يجوز أن يقع بالثواب وإنّما يقع بنقل الأعواض (ق ، غ ١٣ ، ٥٤٥ ، ٢)
انتظار
ـ مما يبطل قول المعتزلة : أنّ الله عزوجل أراد بقوله : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٣) نظر الانتظار ، أنّه قال : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) ونظر الانتظار لا يكون مقرونا بقوله" إلى" لأنّه لا يجوز عند العرب أن يقولوا في نظر الانتظار إلى ، ألا ترى أن الله عزوجل لمّا قال : (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (يس : ٤٩) لم يقل إلى ، إذ كان معناه الانتظار. وقال عن بلقيس : (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (النمل : ٣٥) فلمّا أرادت الانتظار لم تقل إلى ، وقال امرؤ القيس : فإنّكما إن تنظراني ساعة من الدهر