وذهب أبو علي إلى أنّه معنى يضادّ الإرادة والكراهة ، وهو الذي يقتضيه مذهب أبي القاسم (ن ، م ، ٣٦٥ ، ١١)
أعراض نسبية
ـ الأعراض النسبيّة وهي أنواع. الأوّل : حصول الشيء في مكانه وهو المسمّى بالكون ، ثم أنّ حصول الأوّل في الحيّز الثاني هو الحركة ، والحصول الثاني في الحيّز الأول هو السكون ، وحصول الجوهرين في حيّزين يتخلّلهما ثالث هو الافتراق ، وحصولهما في حيّزين لا يتخلّلهما ثالث هو الاجتماع. الثاني : حصول الشيء في الزمان وهو المتى (ف ، أ ، ٢٦ ، ١٩)
أعلام
ـ ذكر شيخنا" أبو هاشم" ، رحمهالله ، في (كثير من) كتبه أنّ الأعلام إنّما تدلّ على النبوّات عن طريق الإبانة والتخصيص ، لا على الوجه الذي تدلّ سائر الأدلّة ؛ لأنها يجب أن تحصل وتدلّ على نبوّته ؛ ولا يجب ذلك في سائر الأدلّة ؛ ولأنها لو كثرت لخرجت من أن تكون دلالة. وليس كذلك حال سائر الأدلّة. وهذا يبيّن مفارقتها ، في دلالتها على النبوّة ، لدلالة سائر الأدلّة على مدلولاتها. وإذا ثبت أنّها تدلّ من جهة الإبانة ، فيجب ألّا يصحّ ظهورها على غير النبيّ ؛ لأنّ ذلك ينقض كونها إبانة ، كما أنّ السواد ، إذا بان مما خالفه ، من حيث كان سوادا ، لم يجز أن يشاركه في ذلك إلّا ما هو من بابه. فلذلك لا يجوز أن يشارك النبي في ظهور العلم الذي به بان إلّا من يساويه في النبوّة (ق ، غ ١٥ ، ٢١٥ ، ١٦)
إعلام
ـ أمّا الإعلام فهو فعل العلم. وأمّا الأمر والحكم فيرجعان إلى الكلام ، وكلامه لم يزل (أ ، م ، ٤٩ ، ٣)
ـ حقيقته ، إعلام الغير في أنّ له أن يفعل أو أن لا يفعل نفعا أو دفع ضرر ، مع مشقّة تلحقه في ذلك على حدّ لا يبلغ الحال به حدّ الإلجاء ، ولا بدّ من هذه الشرائط ، حتى لو انخرم شرط منها فسد الحدّ. والإعلام ، إنّما يكون بخلق العلم الضروريّ ، أو بنصب الأدلّة ، وأي ذلك كان لم يصحّ إلّا من الله تعالى ؛ ولهذا قلنا : إنّه لا يكلّف على الحقيقة غير الله تعالى ، وإذا استعمل في الواحد منّا فإنّما يستعمل على طريقة التوسّع والمجاز. فهذا هو حقيقة التكليف (ق ، ش ، ٥١٠ ، ٧)
ـ الجواب ، والله الموفق : إنّ كفر أبي جهل ، لعنه الله تعالى ، سبب للإعلام بأنّه كافر ضرورة ، لا أنّ ذلك الإعلام سبب لحصول كفره ، وإذا لم يكن الإعلام سببا لم يلزم التكليف بالكفر وأيضا لم يكلّف أبو جهل بالعلم بأنّه كافر لحصوله عنده بسبب كفره إذ تحصيل الحاصل محال. وكذلك أمر الحكيم به محال. فثبت أنّه لم يكلّف إلّا بالإيمان فقط (ق ، س ، ١٣٢ ، ١٩)
إعلام الأنبياء
ـ ذكر شيخنا أبو هاشم رحمهالله ... قال : إنّ الوجه في وجوب النظر في إعلام الأنبياء هو الخوف من تركه والإخلال به ، فإنّه بمنزلة وجوب النظر في معرفة الله أولا ؛ وبيّن أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم لا بدّ في الابتداء من أن يقول لأمته : إنّي مبعوث إليكم ، فإنّه تعالى قد