نحن : هذا من الإضافة ، وإن كان حسنا فلا هذا يراد بالإضافة إليه عند ذكر الأفعال ، ولكن المراد الشكر والحمد له إذا ذكرت الأفعال. وقد يجوز الأول ، وهذا أولى ؛ لأنّه من حيث الأمر والدعاء والتقوية اشترك فيه المؤمن والكافر ، ومن جهة الشكر والحمد يختلف ، ومما يبين ذلك جواز القول المطلق : إنّ الإيمان نعم الله ومننه ، وإنّ المؤمن / قد أنعم الله عليه ومنّ ، وأنّه لو لا فضل [الله] ما ذكى ، ولمسّه عذاب عظيم. ومن هذا الوجه لا يضاف إلى الله في الكافر ، وإذا لم يذكر الأفعال فعلى الأمر ، والله الموفق (م ، ح ، ٣١٠ ، ١٦)
ـ لا يجوز الإضافة إليه ، وهو كما قلنا : إنّ الله في التحقيق وإن كان رب كل شيء وإله كل شيء وخالق كل شيء ، وكل شيء له ، لا يقال ذلك في الأرواث والخبائث والشيطان ونحو ذلك من الأشياء التي لا تذكر أنفسها إلّا على الاستحقاق بها ، فإضافتها الواحد يخرج على ذلك ، وإن كانت في أنّها مخلوقة ، كفرها مما يضاف إلى الله ، فمثله الذي نحن فيه (م ، ح ، ٣١٢ ، ٦)
ـ يضاف إلى الله تعالى كل ما كانت الإضافة إليه تخرج مخرج التعظيم أو مخرج الشكر أو مخرج ذكر نعمه أو أمره ، وما خرج على غير ذلك لا يضاف إليه ، وإن كان في الحقيقة خلقه (م ، ح ، ٣١٢ ، ١٩)
ـ إنّ الله يوصف بفعله ، وهو خارج على معنى العدل أو الفضل في الحقيقة ، وربما يضاف إليه ما ليس في الحقيقة فعله أو صفته ، فإن كان يقتضي معنى محمودا يجوز ذلك ؛ لما نيل ذلك بإنعامه وأفضاله ، وإن لم يكن لم يضف ؛ لما ليس ذلك في الحقيقة فعله فيوصف به ، وهو من حيث فعله حكيم عدل ، وذلك الشيء فيما عند الخلق بغير هذا الوصف ، والله تعالى يجل ويتعالى عن غير هذين الوصفين ؛ إذ في أفعاله صفة عدل وحكمة أو فضل وإحسان (م ، ح ، ٣١٢ ، ٢٢)
ـ إنّ الإضافة على نوعين ، إضافة تحقيق وإضافة تكريم ، فإضافة التحقيق مثل قوله تعالى : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (آل عمران : ١٨٠) ، وإضافة التكريم مثل قوله تعالى بيت الله وناقة الله ، فالطاعة والمعصية خارجتان عن غضافة التحقيق ، لأنّ ذلك مذهب المجبرة ، وبقيت إضافة التكريم ، فالطاعة مكرّمة مرضية جاز أن تضاف إلى الله تعالى عند الانفراد ، فيقال الخير من الله ، والشر ليس من محل الإكرام عند الانضياف إلى الله عند الانفراد ، ولكنّه يضاف إلى الله عند الجملة كما قال الله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (النساء : ٧٨) (م ، ف ، ٤ ، ١٤)
ـ إنّ ذات المسبّب ذات منفصلة عن السبب ، حادثة كهو. فكما أنّ السبب يضاف إلى الفاعل فكذلك المسبّب ، فيجب أن تستوي الحوادث في كونها مضافة إلى الفاعل ، وإن كانت تختلف كيفية الإضافة ، ففيها ما يتعلّق به بلا واسطة كالمبتدإ ، وفيها ما لا يتعلّق به إلّا بواسطة وهو المتولّد فهذا تمام الكلام في المتولّدات (ق ، ش ، ٣٩٠ ، ٦)
ـ إنّ التحت والفوق من باب الإضافة ، لا يقال في شيء تحت إلّا وهو فوق لشيء آخر ، حاشى مركز الأرض فإنّه تحت مطلق لا تحت له البتّة ، وكذلك كل ما قيل فيه أنّه فوق فهو أيضا تحت لشيء آخر ، حاشى الصفحة العليا من الفلك ، إلّا على المقسوم بقسمة البروج فهي فوق لا فوق لها البتّة ، فالأرض على هذا البرهان