كالحركة التّوسّطيّة مستمرّ الذّات غير مستقرّ النّسبة إلى حدود المسافة وحدود الحركة القطعيّة. وليس هو طرفا للزّمان ، بل هو مباين الذّات له متقدّم الذّات عليه. وكما تطابقه الحركة التّوسّطيّة فكذلك النّقطة الفاعلة فى المسافة الخطيّة أو الخطّ الفاعل فى المسافة السّطحيّة أو السّطح الفاعل فى المسافة الجسميّة.
وفيه أيضا بعد حصول أشياء غير قابلة للانقسام متوهّمة فيه ، هى الفصول المشتركة بين أجزائه الوهميّة يقال لها : الآنات الّتي هى حدود الأزمنة وأطرافها القائمة بها ، كلّ منها محفوف بحاشيتيه الماضى والمستقبل ، ونسبتها إلى الزّمان نسبة النّقاط المتوهّمة فى الخطّ إليه أو الخطوط الموهومة فى السّطح إليه أو السّطوح الموهومة فى الجسم إليه أو الوصولات المفروضة إلى الحدود الفرضيّة للمسافة إلى الحركة القطعيّة المتّصلة الممتدّة.
فإذن ، الآن يقال بحسب اصطلاح الصّناعة على الآن السّيال وعلى الآن الّذي هو طرف الزّمان والفصل المشترك بين الحاشيتين الماضى والمستقبل من الزّمان باشتراك الاسم.
والآن السيّال موجود فى الأعيان واحد بالشّخص ولا يكون نوعه إلاّ لشخصه ومحلّه هو محلّ الحركة الّتي هى محلّ الزّمان ، أعنى جرم الفلك الأقصى. والآن الّذي هو طرف الزّمان لا يوجد بالفعل أصلا ، وإنّما يتحقق فى الذّهن على أن يتوهمه الوهم فى مستقيم الامتداد ، وتتكثّر أشخاصه الوهميّة بتكثّر الفروض أو بتأدية الأسباب إلى غير ذلك ، كموافاة الحركة حدّا متعيّنا مشتركا غير منقسم ، كمبدإ طلوع أو غروب أو غير ذلك. وليس يمكن أن تتشافع تلك الآنات الموهومة ، وإلاّ استلزمت الأجزاء الّتي لا تتجزّى فى الجسم.
<١٨> تفصلة
قد يكون العادّ للشّيء ما يحصّله ويعطيه المعنى الّذي بحسبه حصول العدد والصّلوح للمعدوديّة ؛ وقد يكون ما عنده تحصل الكثرة ويعرض العدد للشّيء