متقرّرة بالفعل متصفة بأحد الوجودين. (١)
فإذن ، الماهيّة الإمكانيّة حال بطلانها وعدمها متّصفة بالإمكان من حيث هى لا بشرط بطلانها وعدمها ، والإمكان متأخّر عن مفهوم الماهيّة ومفهوم التّجوهر والوجود، لا عن تجوهر الماهيّة واتّصافها بالوجود.
والمعنيّ بالاتّصاف هناك أنّ العقل يجدها فى حدّ نفسها بحيث متى ما وقعت فى لحاظ العقل بالفعل كان شأنها أن يحكم عليها بالإمكان ، لا أنّها فى القدم كذلك ، ولا أنّها إذا تقرّرت فى الأعيان يكون لها هناك وصف ؛ وكذلك حال الامتناع والوجوبين السّابق واللاّحق ، وبالجملة سائر العوارض العقليّة قاطبة.
<٤٢> فصّ ترصيصىّ
مراتب المعلول الصّادر عن العلّة على هذه الدّرج فى التّرتّب : أمكن فاحتاج فوجب ، أى : وجب أن يبدع الجاعل شيئا يكون هو بعينه ، فجعل ، أى : تجوهر وتقرّر من تلقاء الجاعل ، فوجب بالوجوب السّابق ، أى : اتّصف بالوجوب من جهة الاستناد إلى الجاعل. فوجد ، أى : انتزعت منه الموجوديّة المصدريّة ، فوجب بالوجوب اللاّحق. فالشّيء ما لم يجب لم يتقرّر ، وما لم يتقرّر لم يجب ، وما لم يجب لم يوجد ، وإذا وجد فقد وجب.
فبعد ما تمّ طباع المعلوليّة بالإمكان والحاجة أوّلا يجب للجاعل أن يبدع ، فتقرّر الماهيّة ، أى : نفس حقيقتها التّصوّريّة بإبداع الجاعل إيّاها ، فيلحظها العقل ويحكم عليها بأنّها يلزمها فى فعليّتها أن تكون مسبوقة بأن يجب للجاعل أن يبدع شيئا يكون بعد ما يبدع هو تلك بعينها ويكون ضرورىّ التقرّر والوجود بسبب الجاعل وهذا الحكم ما يوجبه خواصّ طباع الإمكان.
وهذه السّابقيّات والمسبوقيّات بالذّات بحسب المرتبة فى لحاظ العقل لا بالزّمان بحسب تحقّق السّابق قبل المسبوق فى افق الزّمان ، ولا بالدّهر بحسب
__________________
(١). عبارات اضافى در نسخه كتابخانه مرعشى در اينجا پايان يافت.