عائشة» (١) ، وقال سبحانه فى سورة الجنّ : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً)(٢) يعنى : فلا يطلع على غيبه أحدا ؛ وقال تعالى فى سورة الكهف : [٧٦ / و](إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) يعنى : إن يطلعوا عليكم (يَرْجُمُوكُمْ)(٣).
والوجه الثالث ؛ يظهرون يعنى : يرتقون ، (٤) قوله تعالى فى سورة الزخرف : (وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ)(٥) يعنى : يرتقون : يبلغون فوق البيوت ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ)(٦) يعنى : أن يعلوه وأن يرتقوه.
والوجه الرابع ؛ التّظاهر : التعاون ؛ قوله سبحانه فى سورة «التحريم» : (٧)(وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ)(٨) يعنى : تعاونا عليه ؛ وكقوله تعالى : (وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)(٩) يعنى : أعوانا ؛ (١٠) وقال تعالى فى سورة الفرقان : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(١١) يعنى : معينا ؛ مثلها فى سورة الأحزاب : (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ) يعنى : عاونوهم (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)(١٢).
والوجه الخامس ؛ الإظهار : هو العلوّ والقهر ؛ (١٣) فذلك قوله سبحانه فى سورة «براءة» : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
__________________
(١) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م. روى الدارقطنى فى سننه عن الكلبى ، عن أبى صالح ، عن ابن عباس فى قوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) قال : اطلعت حفصة على النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مع أم إبراهيم ، فقال : «لا تخبرى عائشة» ، وقال لها : «إن أباك وأباها سيملكان ، أو سيليان بعدى ، فلا تخبرى عائشة ، قال : فانطلقت حفصة فأخبرت عائشة ، فأظهره الله عليه ، فعرف بعضه وأعرض عن بعض. قال : أعرض عن قوله : «إن أباك وأباها يكونان بعدى» كره رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن ينشر ذلك فى الناس (فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) : أى أخبرت به عائشة لمصافات كانت بينهما ، وكانتا متظاهرتين على نساء النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ) : أى أطلعه الله على أنها قد نبأت به. (تفسير القرطبى ١٨ : ١٨٦ ـ ١٨٧).
(٢) الآية / ٢٦.
(٣) الآية / ٢٠.
(٤) ل : «يظهروه : أى يعلو عليه ويرتقوه» وما أثبت عن ص ، م.
(٥) الآية / ٣٣.
(٦) الآية / ٩٧.
(٧) ص : «يا أيها النبى لم تحرم» ، وفى م : «فى المتحرم» وما أثبت عن ل :
(٨) الآية / ٤.
(٩) سورة الإسراء / ٨٨.
(١٠) ل : «عونا» وما أثبت عن ص ، م. انظر (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢٧) و (غريب القرآن للسجستانى : ٢١٨) و (اللسان ـ مادة : ظهر).
(١١) الآية / ٥٥. (مفردات الراغب : ٣١٨) «معينا للشيطان على الرحمن».
(١٢) الآية / ٢٦.
(١٣) ل : «والقدرة» وما أثبت عن ص ، م.