الفصل السادس
في الفطحيّة
وهم القائلون بإمامة عبدالله بن جعفر الصادق عليهالسلام وإنّما لقّبوا بذلك ؛ لأنّ عبد الله كان أفطح الرجلين أو لأنّ داعيهم إلى إمامته رجل يقال له : عبدالله بن أفطح.
قال الشيخ المفيد أبو عبدالله في إرشاده قال فيه : «إنّ عبدالله كان أكبر اُخوته بعد إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام ، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنّه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب(١) المرجئة ، وادّعى بعد أبيه الإمامة ، واحتجّ أنّه أكبر إخوته الباقين ، وتبعه جماعة(٢) ، ثمّ رجع أكثرهم(٣) إلى القول بإمامة أخيه موسى عليهالسلام ، لمّا تبيّنوا ضعف دعواه وقوّة أمر أبي الحسن عليهالسلامودلالة حقّه وبراهين إمامته ، وأقام نفر يسير منهم على(٤) إمامة عبدالله»(٥). انتهى.
وذكر شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع في كتاب النكاح : «إنّ الفطحية يزيدون عبدالله على الأئمّة الإثني عشر ويقولون بإمامة موسى بعده
__________________
(١) في المصدر : مذاهب.
(٢) في المصدر زيادة : من أصحاب أبي عبدالله عليهالسلام.
(٣) في المصدر زيادة : بعد ذلك.
(٤) في المصدر زيادة : أمرهم ودانوا.
(٥) الإرشاد ٢/ ٢١٠ ـ ٢١١.