وفلسطين ودمشق وجميع بلاد الشام ، وانتقل المعبّر من المغرب إلى مصر مع حريمه ، وانتقاله سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومدّة خلافته خمس وعشرون سنة وثلاثة أشهر.
ثمّ ملك بعده ولده نزار الملقّب بالعزيز بالله ، بويع يوم موت أبيه وذكرصاحب تاريخ مصر والقاهرة : إنّه كان كريماً شجاعاً ، صاحب سياسة ، محسناً إلى الرعية ، أديباً فاضلا حسن الخَلق والخُلُق(١).
وذكر أبو منصور الثعالبي العلوي في يتيمة الدهر إنّه كان مناشئاً صحيح العبارة ، وحكي أنّه مات ولد له يوم العيد ، فقال ذلك حيطة هذه الأبيات :
«نحن بنو المصطفى ذوو محن |
|
يجرعها في الحياة كاظمنا(٢) |
عجيبة في الأنام محنتنا |
|
أوّلنا مبتلى وآخرنا |
يفرح هذا الورى بعيدهم |
|
طرّاً وأعيادنا مآتمنا»(٣) |
فملك بعده ولده منصور الملقّب بالحاكم بأمر الله ، مولده بالقاهرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، وبويع يوم موت أبيه ، فخطب له بالخلافة في المدائن والأنبار زيادة على ممالك أبيه ، مدّة ملكه إحدى وعشرون سنة وأشهر.
وملك بعده ابنه الملقّب بالقاهر لأعداء دين الله(٤) ، مولده بمصر يوم
__________________
(١) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة للأتابكي ٣/ ١١٣ ، ذكر ولاية العزيز نزار على مصر. باختلاف.
(٢) في الأصل : الحبو ضمناً ، وما أثبتناه من المصادر.
(٣) يتيمة الدهر ١/ ٣٥٩ ـ ٣٦٠. باختلاف في متن الوصف. وأورده ابن خلّكان في وفيات الأعيان ٥/ ٣٧٢ ، الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٥/ ١٦٧ / ٦٩ ، وفيهما : وخاتمنا. بدل من وآخرنا.
(٤) لم نعثر على هذا اللقب في المصادر ، بل الموجود هو : الظاهر لإعزاز دين الله ، والظاهر مافي المتن هو تصحيف.