(لِئَلايَكُوْنَ لِلنَّاسِ عَلى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(١).
وكما يُعرف النبيّ بالمعجز القولي أو الفعلي كذلك يُعرف الإمام بدعوته إلى الله وبدعواه ، إنّ المعرفة بالله لا تحصل إلاّ به ، والأئمّة من ذريّته بعضها من بعض.
ولا يكون إمام إلاّ وهو ابن إمام ، ويجوز أن يكون للإمام أبناء ليسوا بأئمّة ، ولا يخلو زمان من إمام إمّا ظاهر وإمّا مستور ، كما لا يخلو من نور نهار أوظلمة ليل ، لم يزل العالم هكذا ولا يزال ، وطريقتهم التأليف بين أقوال الحكماء وأقوال أهل الشرائع فيما يمكن أن يؤلّف منها ، وأمّا في تعيين أئمّة الإسلام فقالوا : الإمام في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عليّاً عليهالسلام ، وبعده الحسن كان إماماً مستودعاً(٢) ، وبعده الحسين كان إماماً مستقرّاً ولذلك لم تذهب الإمامة من ذريّة الحسين عليهالسلام.
ثمّ نزلت الإمامة في ذريّة الحسين وانتهت بعده إلى عليّ ابنه [ثمّ إلى محمّد ابنه](٣) ثمّ إلى جعفر ابنه ثمّ إلى إسماعيل ابنه وهو السابع.
وقالوا : إنّ الأئمّة في عهد بني إسماعيل(٤) صاروا مستورين(٥) ولذلك سمّوهم أيضاً بالسبيعية(٦) لوقوفهم على السبعة الظاهرة ، ودخل في(٧) زمان استتار الأئمّة وظهور دعاتهم ، ثمّ ظهر المهدي ببلاد المغرب وادّعى أنّه من أولاد محمّد بن إسماعيل(٨) واتّصل أولاده ابنٌ بعد ابن إلى المنتصر.
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ١٦٥.
(٢) في المصدر : وبعده كان ابنه الحسن إماماً مستودعاً.
(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
(٤) في المصدر : في عهد ابن إسماعيل محمّد.
(٥) في الأصل : مستقرّين ، وما أثبتناه من المصدر.
(٦) في المصدر : بالسبعية.
(٧) في المصدر زيادة : عهد محمّد.
(٨) في المصدر : من أولاد إسماعيل.