بعضهم كتب في الردّ على الإمامية كتاباً يقرأه في مجامع الناس ويظلّلهم بإغوائه ولايعطيه أحداً يستنسخه حذراً من وقوعه بأيدي الشيعة فيردّوا عليه ، وكان العلاّمة المرحوم يحتال إلى تحصيله دائماً منذ سمع به إلى أن رأى التدبير في التلمّذ على ذلك الشخص تبرئة لنفسه عن الاتهام وتوسّل به إلى طلب الكتاب الموصوف ، فلمّا لم يسعه ردّه قال : أعطيك ولكنّي نذرت أن لاأدعه عند أحد أكثر من ليلة واحدة. فاغتنم العلاّمة وأخذه مع نفسه إلى البيت لأن يستنسخ منه على حسب الإمكان في تلك الليلة ، فلمّا أن صار نصف الليل وهو مشغول بالكتابة فإذا بمولانا الحجّة عليهالسلام في زي رجل داخل عليه يقول له : اجعل الأمر في هذه الكتابة إلي ونم أنت ، ففعل ذلك ، ولمّا استيقظ رأى نسخته الموصوفة ممروراً عليها بالتمام بكرامة الحجّة عليهالسلام ، بل في آخرها الرقم باسمه الأقدس كما قد يسمع ، والله العالم».
ومن زهده وتقواه رضوان الله عليه ما حكاه صاحب سفينة البحار(١) قائلاً :
«ومن زهده ما حكاه السيّد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسية عنه أنّه قدسسره أوصى بجميع صلواته وصيامه مُدّة عمره وبالحجّ عنه مع أنّه كان قد حجّ كما نقله في شأن الشيخ علي الكركي أيضاً ...».
شيوخه ومن يروي عنهم :
١ ـ السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس.
__________________
(١) سفينة البحار ٦/٣٧١.