وكان نشؤه في المائتين من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! وقال : لعلّه كان مالك ، فصاحت المالكية كالأوّلين ، فقال : لعلّه كان أحمد بن حنبل ، ففعلت الحنبلية كذلك. فأقبل العلاّمة إلى الملك وقال : أيّها الملك علمت أنّ رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاالصحابة ، فهذا أحد بدعهم أنّهم اختاروا من مجتهديهم هذه الأربعة ولو كان فيهم من كان أفضل منهم بمراتب لايجوّزون أن يجتهد بخلاف ما أفتى واحد منهم ، فقال الملك : ما كان واحد منهم في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة؟ فقال الجميع : لا ، فقال العلاّمة : ونحن معاشر الشيعة تابعون لأمير المؤمنين عليهالسلام نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخيه وابن عمّه ووصيّه. وعلى أيّ حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل لأنّه لم يتحقّق شروطه ، ومنها العدلان فهل قال الملك بمحضرهما؟ قال : لا ، ثمّ شرع في البحث مع العلماء حتّى ألزمهم جميعاً.
فتشيّع الملك ، وبعث إلى البلاد والأقاليم حتّى يخطبوا بالأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام ويضربوا السكك على أسمائهم وينقشوها على أطراف المساجد والمشاهد منهم».
وحكى الشيخ يوسف البحراني في الؤلؤة(١) ما ذكره الشيخ الاشكوري في كتابه حياة القلوب بعد ذكر العلاّمة وترجمة أحواله ومناظرته لأهل الخلاف في مجلس السلطان محمّـد خُدابنده قائلاً :
«وبعد إتمام المناضرة وبيان الحقّية لمذهب الإمامية الاثني عشرية خطب الشيخ (قدس الله لطيفه) خطبة بليغة مشتملة على حمد الله والصلاة
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٢٢٣.