وروحه ويبذل في سبيلها ما في وسعه من جهد وطاقة ... إلى قوله : والعلاّمة الحلّي هو أحد النوابغ الأفذاذ وأبرز شخصية علمية نبغ في الاُصولين والحكمةوالكلام والمنطق والطبيعيات وعلوم الشريعة والعربية ، ولانجازف إذاقلنا : إنّه أكبر عالم شيعي أخذ بأسباب المعرفة الإسلامية في نصح واستيعاب ظهر حتّى الآن ، فقد انتهت إليه زعامة الشيعة الإمامية في عصره في المعقول والمنقول والفروع والأُصول ، وهو صاحب مدرسة علمية وفكرية عاشت طويلاً ولاتزال ضلالها بارزة على تفكير الكثير من العلماء إلى اليوم وبخاصّة في التشريع والكلام ، وإنّ شطراً من آثاره ولاسيّما في الفقه والفلسفة الإسلامية لايزال مرجعاً كبيراً في الجامعات الشيعية».
العلاّمة الحلّي وسلطان المغول :
من المناسب هنا ذكر بعض مناقب شيخنا الأفضل العلاّمة الحلّي طاب ثراه والتي لايسهل إحصاؤها لكثرة مآثره ومفاخره أعلى الله في جنان الخلد مقامه ، ومن بين هذه المناقب بل ومن أشهرها وأعظمها أثراً قصّته مع سلطان عصره المغولي الشاه خدا بنده أحد أحفاد هولاكو خان والتي من آثارهاانتشار المذهب ـ مذهب آل البيت عليهمالسلام ـ في بلاد فارس وأرض إيران ، وهي كما ذكرها جمع من المؤرّخين ومنهم صاحب روضات الجنّات(١)قائلاً :
«وفي كتاب شرح مولانا التقي المجلسي على الفقيه نقلاً عن جماعة
__________________
(١) روضات الجنّات ٢/٢٧٩.