على تقدير فعل بعد (ما) ، وتقديره : أى شىء جئتم به. والسحر. خبر مبتدأ مقدر على ما قدمنا فيما إذا كانت (ما) فى موضع رفع.
ولا يجوز أن تكون (ما) فى موضع نصب إذا كانت بمعنى الذى ، لأن ما بعدها صلتها والصلة لا تعمل فى الاسم الموصول ، ولا تكون تفسيرا للعامل الذى تعمل فيه.
وقد قرأ بعض القراء : السحر. بالمد ، فعلى هذه القراءة يجب أن تكون (ما) للاستفهام ، ولا يجوز أن تكون (ما) بمعنى الذى لأنها تبقى بلا خبر. ويجوز أن يكون السحر مرفوعا على البدل من (ما) وخبره خبر المبدل منه لأنه بدل من استفهام ، ويستوى البدل والمبدل منه فى لفظ الاستفهام ، ألا ترى أنك تقول : كم مالك أخمسون أم ستون ، فتجعل (خمسون) بدلا من (كم) وتدخل ألف الاستفهام على (خمسون) لأن المبدل منه وهو (كم) استفهام ، والاستفهام فى هذه الآية بمعنى التوبيخ لا بمعنى الاستخبار ، لأن موسى لم يستخبرهم لأنه قد علم أن ما جاءوا به سحر ، وإنما وبخهم على ذلك.
قوله تعالى : (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ) (٨٣).
ما جمع الضمير فى (ملئهم) لخمسة أوجه :
الأول : أنه إذا ذكر علم أن معه غيره ، فعاد الضمير إليه وإلى من معه.
والثانى : أنه إخبار عن جبّار والجبار مخبر عن نفسه بلفظ الجمع ، فيقول : نحن فعلنا. ومن هذا قوله : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)(١)).
والثالث : أنّ فى الكلام حذف مضاف ، وتقديره ، على خوف من آل فرعون. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
والرابع : أن جمع الضمير يعود على الذرية التى تقدم ذكرها.
__________________
(١) ٩٩ سورة المؤمنون.