وقال الزّجاج :
أى تناصروا على دين الله ولا تتفرّقوا .
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللهِ عَلَيْكُمْ) بدين الإسلام ؛ (إِذْ كُنْتُمْ
أَعْداءً)
يعنى : ما كان
بين الأوس والخزرج ( من الحروب ) الّتى تطاولت عشرين ومائة سنة ؛ إلى أن ألّف الله تعالى بين قلوبهم بالإسلام ؛ فزالت تلك الأحقاد ،
وصاروا إخوانا فى الإسلام متوادّين ، وذلك
قوله : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)
: أى برحمته ـ
يعنى الإسلام ـ إخوانا.
قوله : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ
النَّارِ)
«شفا الشّىء» :
حرفه ، مثل شفا البئر ، والجمع : الأشفاء.
قال ابن عبّاس
: يريد لو متّم على ما كنتم عليه فى الجاهليّة لكنتم من أهل النّار.
(فَأَنْقَذَكُمْ
مِنْها) : أى خلّصكم ونجّاكم بدينه الإسلام ، ومحمد عليهالسلام ،
يقال : أنقذته
، واستنقذته ، وتنقّذته ؛ أى خلّصته.
وقوله : (كَذلِكَ) : أى كالبيان الّذى ذكر (يُبَيِّنُ اللهُ
لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) : لكى تهتدوا.
١٠٤ ـ قوله : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ)
الخطاب
للمؤمنين فى هذه الآية : أى كونوا أمّة (يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ)
__________________