(وَأَنْتُمْ شُهَداءُ) بما فى التّوراة أنّ دين الله (الّذى) لا يقبل غيره ، هو الإسلام. ([وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ])
١٠٠ ـ قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى : الأوس والخزرج.
(إِنْ تُطِيعُوا
فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ...) الآية.
قال عكرمة : كان
بين هذين الحيّين من الأوس والخزرج قتال فى الجاهليّة ؛ فلمّا جاء الإسلام اصطلحوا
، وألّف الله بين قلوبهم ، فجلس يهودىّ فى مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج ، فأنشد شعرا ـ قاله
أحد الحيّين فى حربهم ، فدخلهم من ذلك شىء ، فاجتمعوا وأخذوا السّلاح ، واصطفّوا
للقتال ، فنزلت هذه الآية إلى قوله : (لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ) ؛ فجاء النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتّى قام بين الصّفّين ، فقرأهنّ ، ورفع صوته ، فلمّا سمعوا صوت رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنصتوا له ، وجعلوا يستمعون [إليه] فلمّا فرغ ، ألقوا السّلاح ، وعانق
بعضهم بعضا ، وجثوا يبكون .
١٠١ ـ قوله : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى
عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ ..) الآية.
قال الزّجّاج :
أى على أىّ حال يقع منكم الكفر ، وآيات الله التى تدلّ على توحيده ، ونبوّة نبيّه
محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تتلى عليكم؟ (وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) : محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بين أظهركم.
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ
__________________