وقال ابن عباس : هو أوّل بيت بناه آدم ((١) فى الأرض (١)).
وقال علىّ ـ رضى الله عنه ـ : هو أوّل بيت مبارك وهدى وضع للنّاس (٢).
أخبرنا ((٣) أبو الحسين الفسوىّ (٣)) ، أخبرنا أحمد بن محمد الفقيه ، حدّثنا إسماعيل ابن محمّد الصّفار ، حدّثنا سعدان بن نصر ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمىّ ، عن (أبيه) (٤) ، عن أبى ذرّ قال :
قلت يا رسول الله ، أىّ مسجد وضع فى الأرض أوّلا؟ قال : «المسجد الحرام». قال : قلت : ثمّ أىّ؟ قال : «المسجد الأقصى». قال : قلت : كم بينهما؟ قال : «أربعون سنة ، ثم ((٥) الأرض لك (٥)) مسجد ، فصلّ أينما أدركتك الصّلاة».
رواه مسلم عن أبى كريب ، عن أبى معاوية (٦).
أخبرنا أبو بكر التّميمىّ ، أخبرنا أبو الشّيخ الحافظ ، حدّثنا أبو يحيى الرّازى ، حدّثنا سهل بن عثمان ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، (٧) عن علىّ ـ رضى الله عنه ـ قال :
قال له رجل : حدّثنى عن هذا البيت ، أهو أوّل بيت وضع فى الأرض؟ فقال : لا ، ولكنّه أوّل بيت وضعت فيه البركة والهدى ، و (مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً)(٨).
__________________
(١ ـ ١) ب : «على الأرض».
(٢) حاشية ج : «روى عن علىّ ـ رضى الله عنه ـ أنه سئل : أهو أول بيت وضع للناس؟
قال : لا ، كان قبله بيوت ، ولكنه كان أول متعبد ، وأول من بناه آدم وإبراهيم عليهماالسلام».
(٣ ـ ٣) ب : «أبو الحسن الفوى» (تحريف). قال الحضرمى : «الفسوى ـ بفاء وسين مهملة ـ نسبة إلى «فسا» ـ بفاء وسين مهملة وفى آخرها ألف : وهى قرية من قرى فارس ، منها أبو على الفارسى ، وجماعة من العلماء ..» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٧ / و).
(٤) ج : «عبد الله».
(٥ ـ ٥) ب «لك الأرض».
(٦) أخرجه مسلم ـ بلفظ «وأينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد» ـ فى (صحيحه ـ كتاب المساجد ومواضع الصلاة ٢ : ١٥٣ حديث / ١) ، والبخارى ـ بنحوه ـ فى (صحيحه ـ كتاب الأنبياء ٢ : ٢٣٩ ، ٢٥١ ، ٢٥٢) ، والإمام أحمد ـ بنحوه ـ فى (المسند ـ أبواب المساجد ـ باب أول مسجد وضع فى الأرض ، وفضل بناء المساجد ٣ : ٤٥ حديث / ٢٩٩) ، وابن ماجه ـ بلفظ قريب ـ فى (سننه ـ كتاب المساجد والجماعات ـ باب أول مسجد وضع أول ١ : ٢٤٨ حديث ٧٥٣) ، والنسائى ـ بنحوه ـ فى (سننه كتاب المساجد ـ باب أى مسجد وضع أولا ٢ : ٣٢).
(٧) ب : «عرعوة» (تحريف). وهو خالد بن عرعرة التيمى ، روى عن سماك ، والقاسم بن عوف ، انظر ترجمته فى (التاريخ الكبير للبخارى ٣ : ١٦٢) و (تقريب التهذيب ٣٨٩ ترجمة ٤٥٥٣).
(٨) كما جاء فى (تفسير الطبرى ٤ : ٧) و (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٤٢) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٦٤).