أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الزّمجارى ، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن السّقطى ، حدّثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إسماعيل بن أبى خالد ، عن أبى بكر بن زهير الثّقفى ، عن أبى بكر الصّدّيق قال :
قلت : كيف الصّلاح يا رسول الله بعد هذه الآية : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) فقال : «غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ، ألست تنصب (١) ، ألست تصيبك اللأواء (٢)؟ قلت : بلى. قال : فذلك ما تجزون به» (٣).
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الواعظ ، أخبرنا أبو صالح البيهقىّ ، أخبرنا مكىّ بن عبدان ، حدّثنا أبو الأزهر ، حدّثنا (٤) روح ، حدّثنا إبراهيم بن يزيد ، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم قال :
سمعت أبا هريرة يقول : لمّا أنزلت هذه الآية : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) ، بكينا وحزنّا ، وقلنا : يا رسول الله ، ما أبقت هذه الآية من شىء. قال : أما والّذى نفسى بيده ، إنّها لكما أنزلت ، ولكن أبشروا وقاربوا وسدّدوا ، إنّه لا يصيب أحدا منكم مصيبة إلّا كفّر الله تعالى بها (خطيئته) (٥) ، حتّى الشّوكة يشاكها أحدكم فى قدمه» (٦).
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضى ، حدّثنا محمد بن يعقوب ، حدّثنا بحر بن
__________________
(١) (اللسان ـ مادة : نصب) وحاشية ج : «النصب : التعب».
(٢) حاشية ج : «اللأواء : الشدة وضيق العيش».
(٣) أخرجه أحمد ، عن أبى بكر الصديق ـ بزيادة : «ألست تحزن» قبل : «ألست تصيبك اللأواء» ـ فى (المسند ، مسند أبى بكر ١ : ٤٩ ـ ٥١ ، حديث ٦٨ ـ ٧١) ، وأخرجه الحاكم ـ عن أبى بكر الصديق ـ فى (المستدرك ـ كتاب معرفة الصحابة ٣ : ٧٤ ، ٧٥) وانظر (الدر المنثور ٢ : ٧٩٦) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٧٠).
(٤) ب : «أخبرنا».
(٥) ج : «خطيئة».
(٦) أخرجه مسلم ـ عن أبى هريرة ـ بنحوه ـ فى (صحيحه ـ كتاب البر ـ ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك ٥ : ٤٣٨) وأحمد فى (المسند ٢ : ٢٤٨) والترمذى ـ بنحوه فى (صحيحه ـ أبواب التفسير ، ومن سورة النساء ١١ : ١٦٩) وانظر (الدر المنثور ٢ : ٦٩٧) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٧٢ ، ٣٧٣).