نصر ، حدّثنا ابن وهب ، حدّثنا ((١) عمرو بن الحارث (١)) ، عن بكر بن سوادة ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة :
أنّ رجلا تلا هذه الآية : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) ، فقال : إنّا لنجزى بما ((٢) عملناه (٢)) هلكنا إذا ؛ فبلغ ذلك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : «نعم يجزى به المؤمن فى الدّنيا بمصيبة فى جسده وماله ، وما يؤذيه» (٣).
وقوله : (وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً).
قال ابن عبّاس : وليّا يمنعه ولا نصيرا ينصره.
وتأويل هذه الآية ظاهر فى الكفّار ، وأمّا فى المسلمين فإنّه لا ناصر لهم (٤) فى القيامة دون الله تعالى ، ولا ولىّ للمسلمين غير الله ، وشفاعة الشّافعين تكون بإذن الله.
قال قتادة : ثم أفلج الله حجّة (٥) المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان بقوله :
١٢٤ ـ (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ ..) الآية (٦)
قال المفسّرون : بيّن الله تعالى بهذه الآية فضيلة المؤمنين على غيرهم.
وقال مسروق : لمّا نزل قوله تعالى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)(٧) ، قال أهل الكتاب للمسلمين : نحن وأنتم سواء ، فنزل : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ) وما بعده من قوله : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً ....)(٨) الآية.
وقوله : (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)
__________________
(١ ـ ١) ج : «عمرو بن الحرث» (تحريف).
(٢) ج : «عملنا».
(٣) أخرجه سعيد بن منصور وأحمد والبخارى فى تاريخه ، وأبو يعلى وابن جرير ، والبيهقى فى شعب الإيمان بسند صحيح عن عائشة ، بلفظ «.. فى نفسه ، فى جسده ، فيما يؤذيه» مكان قوله : «بمصيبة فى جسده ، وماله ، وما يؤذيه» انظر (الدر المنثور ٢ : ٦٩٧) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٧١).
(٤) ج : «لهم لأحد فى القيامة».
(٥) حاشية ج ، و (اللسان ، والصحاح ـ مادة : فلج) «قال فى الصحاح : أفلج الله حجته : أظهرها وقومها». انظر قول قتادة ومسروق فى (أسباب النزول للواحدى ١٧٤).
(٦) الآية : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً).
(٧) سورة النساء : ١٢٣.
(٨) سورة النساء : ١٢٥.