(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً).
١١١ ـ قوله جلّ جلاله : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّما يَكْسِبُهُ عَلى نَفْسِهِ)
: أى إنّما ضرّ بما فعل نفسه (١) ؛ لأنّه لا يؤخذ غير الآثم بإثمه.
(وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بالسّارق (حَكِيماً) حكم بالقطع على طعمة فى السّرقة.
١١٢ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً).
قال الكلبىّ : لمّا نزلت هذه الآية عرف قوم طعمة أنّه الظّالم ، فأقبلوا عليه وقالوا : بوء بالذّنب (٢) ، واتّق الله. فقال : لا ، والذى يحلف به ما سرقها إلّا اليهودىّ ، فأنزل الله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً)
يقول : يمينه الكاذبة (أَوْ إِثْماً) يعنى : سرقته الدّرع ورميه بها اليهودىّ ([ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً)(٣)] فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً) برميه البريء ، (وَإِثْماً مُبِيناً) يعنى : بيمينه (٤) الكاذبة.
١١٣ ـ قوله جلّ جلاله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ)
قال ابن عبّاس : بالنبوّة والعصمة (لَهَمَّتْ) قال الفرّاء والزّجاج : المعنى :
لقد همّت. (طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ) : يخطئوك فى الحكم ؛ وذلك أنّهم سألوا النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يجادل عن طعمة ، ويرمى (٥) بسرقته اليهودىّ ، (وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) : أى يرجع وبالهم عليهم ؛ لأنّهم يعملون عمل الضّالين ، بتعاونهم على الإثم والعدوان ، وشهادتهم الزّور والبهتان (وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ) ؛ لأنّ الضّرر على من شهد بغير حقّ.
ثم ذكر منّته عليه فقال : (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)
قال الزّجّاج : بيّن لك فى كتابه ما فيه الحكمة التى لا يقع معها ضلال (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) يعنى : من أحكام الدّين (وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ) بالنّبوّة والعصمة (عَظِيماً).
__________________
(١) حاشية ج : «أى ضر نفسه بما فعل».
(٢) حاشية ج : «أى اعترف ، والبوء : الإقرار».
(٣) «أى يقذف بما جناه بريئا منه» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٣٥) ، و «البريء : المتهم بالذنب ولم يذنب» (البحر المحيط ٣ : ٣٤٦).
(٤) ج «يمينه». فى (الوجيز للواحدى ١ : ١٧٢) «: أى باليمين الكاذبة والسرقة».
(٥) قال الواحدى : «ويقطع اليهودى» (الوجيز للواحدى ١ : ١٧٣).