وهو أنّ طعمة قال : أرمى اليهودىّ بأنّه سارق الدّرع ، وأحلف : أنّى لم أسرقها ، فيقبل يمينى ؛ لأنّى على دينهم ، ولا تقبل يمين اليهودىّ.
(وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) : أحاط بسرائرهم.
ثم خاطب قوم طعمة فقال :
١٠٩ ـ (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ)(١) : خاصمتم (عَنْهُمْ) : عن طعمة وقومه.
يعنى جماعة من الأنصار ، من قرابة طعمة جادلوا عنه وعن قومه.
(فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) : أى لا أحد يفعل ذلك.
(أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) : أى لا يكون يوم القيامة عليهم وكيل يقوم بأمرهم ويخاصم عنهم.
ثم عرض التّوبة على طعمة بقوله :
١١٠ ـ (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ ..) الآية (٢).
أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن علىّ بن عبدش ، أخبرنا الحسين بن علىّ الدّارمىّ ، أخبرنا أبو بكر بن أحمد بن نصر بن سيدويه ، حدّثنا إبراهيم بن راشد ، حدّثنا داود بن مهران ، حدّثنى عمر بن يزيد الفأفاء (٣) ، عن أبى إسحاق ، عن عبد خير ، عن علىّ بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ قال : رأيته على المنبر ـ يعنى عليّا ـ رضى الله عنه ـ وهو يقول :
سمعت أبا بكر الصّديق ـ رضى الله عنه ـ ، وهو الصّدوق ، يقول :
سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «ما من عبد أذنب ذنبا ، فقام فتوضّأ فأحسن الوضوء ، ثم قام يصلّى فاستغفر الله إلّا كان حقّا على الله أن يغفر له» (٤) ينادى على المنبر : صدق أبو بكر صدق أبو بكر ؛ ذلك بأنّ الله قال :
__________________
(١) حاشية ج : «الجدال : أشد المخاصمة ، من الجدل ؛ وهو شدة الفتل».
(٢) أ ، ب : (يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً).
(٣) «الفأفاء : الذى يكثر ترداد الفاء إذا تكلم». (اللسان ـ مادة : فأفأ).
(٤) أخرجه ابن ماجه ـ عن أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ بمثله ، فى (سننه ـ كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب ما جاء فى أن الصلاة كفارة ١ : ٤٤٦ ، حديث ١٣٩٥) وأحمد فى (المسند ١ : ٨ ، ٩) والسيوطى فى (الدر المنثور ٢ : ٦٧٨) وابن كثير فى (تفسيره / ٢ : ١٠٤ ، ٣٦٢).