قال ابن عبّاس فى رواية الوالبىّ : متحوّلا (١) من أرض إلى أرض.
وقال مجاهد : متزحزحا عمّا يكره. وقال ابن زيد : مهاجرا (٢).
وقوله : (وَسَعَةً) : أى من الرّزق.
وقال قتادة : (وَسَعَةً) من العيلة إلى الغنى (٣).
وقال أهل المعانى : (وَسَعَةً) فى إظهار الدّين ؛ وذلك أنّ المشركين كانوا قد ضيّقوا عليهم فى أمر دينهم ، حتّى منعوهم من إظهاره.
قوله عزوجل : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) الآية.
قال ابن عبّاس فى رواية عطاء : كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكّة بما ينزل فيهم من القرآن ، فكتب بالآية التى نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)(٤) ؛ فلمّا قرأها المسلمون ، قال حبيب (٥) بن ضمرة الليثىّ لبنيه ـ وكان شيخا كبيرا ـ : احملونى ، فإنّى لست من المستضعفين ، وإنّى لأهتدى إلى الطّريق ، فحمله بنوه على سرير متوجّها إلى المدينة ، فلمّا بلغ «التّنعيم» (٦) أشرف إلى الموت ، فصفّق يمينه على شماله ، وقال : اللهمّ هذه لك وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعتك «يد» (٧) رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ؛ فمات حميدا فبلغ خبره أصحاب النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : لو وافى المدينة لكان أتمّ أجرا ؛ فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
وهذا قول جماعة من المفسّرين.
ومعنى (وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) : وجب ثوابه.
__________________
(١) حاشية ج : «قوله : متحوّلا ، تفسير قوله : مراغما .. المراغم : المهرب والمذهب فى الأرض» على ما فى (الدر المنثور ٢ : ٦٥٠) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٤٧) وكذا روى عن الضحاك والربيع بن أنس والثورى (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٤٤) و (البحر المحيط ٣ : ٣٣٦) و (تفسير الطبرى ٩ : ١٢١).
(٢) انظر قولى مجاهد وابن زيد فى (تفسير القرطبى ٥ : ٣٤٧) و (البحر المحيط ٣ : ٣٣٦) و (الدر المنثور ٢ : ٦٥٠).
(٣) (تفسير القرطبى ٥ : ٣٤٨) و (الدر المنثور ٢ : ٦٥٠) و (البحر المحيط ٣ : ٣٣٦) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٤٥).
(٤) سورة النساء : ٩٧.
(٥) راجع (أسباب النزول للواحدى ١٧٠ ـ ١٧١) واختلاف العلماء فى اسم هذا المهاجر واسم أبيه ، فى (تفسير القرطبى ٥ : ٣٤٨ ـ ٣٤٩) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٤٦) و (البحر المحيط ٣ : ٣٣٦) و (الإصابة ١ : ٢٥٣ ، ٢ : ٢٠٤).
(٦) التنعيم : موضع قرب مكة فى الحل ، يعرف بمسجد عائشة ، منه يحرم المكيون بالعمرة. انظر (معجم البلدان ٢ : ٤٩).
(٧) الإثبات عن ج ، و (أسباب النزول للواحدى ١٧٠).