وقوله : (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ).
: أى اختلف واختلط. يقال : شجر يشجر شجورا ((١) وشجرا (١)) ، وشاجره (فى الأمر) (٢) ؛ إذا نازعه ـ مشاجرة ، وتشاجروا تشاجرا واشتجروا وكلّ ذلك لتداخل ((٣) كلام) ، بعضهم فى بعض.
وقوله : (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ).
قال ابن عبّاس : يعنى ضيقا ممّا قضيت ، يعنى يرضون بقضائك.
وقال الزّجّاج : لا تضيق صدورهم بقضيّتك.
(وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
يسلّمون لما يأتى من حكمك ، لا يعارضونه بشيء : أى : يبذلون الرّضا لحكمك ، ويتركون السّخط والمنازعة.
٦٦ ـ وقوله عزوجل : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ).
: أى فرضنا وأوجبنا.
قال المفسّرون : كتب الله تعالى على بنى إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ، وكتب على المهاجرين أن يخرجوا من ديارهم ، فقال الله تعالى : ـ ولو كتبنا على هؤلاء ما كتبنا على غيرهم ـ ، وهو قوله : (أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ).
كسرهما (٤) عاصم وحمزة ؛ لالتقاء السّاكنين ، ومن ضمّهما (٥) فلأنّهما حلّا محلّ الهمزة المضمومة ((٦) فضمّتا (٦)) كما ضمّت هى ـ وإن ((٧) كانتا منفصلتين (٧)).
قال الزّجّاج : وللكسرة والضّمّة فى هذه الحروف وجهان جيّدان ، ولست أعرف لفصل أبى عمرو بين هذين الحرفين (٨) خاصّيّة إلّا أن تكون رواية.
__________________
(١ ـ ١) الإثبات عن أ ، ب.
(٢) ب : «فى الأمور».
(٣) أ ، ج : «الكلام» والمثبت عن ب. حاشية ج : «ومنها الشجر لالتفاف أغصانه بعضها ببعض».
(٤) : أى كسر النون فى قوله تعالى : (أَنِ اقْتُلُوا) ، والواو فى قوله تعالى : (أَوِ اخْرُجُوا) انظر (السبعة فى القراءات ٢٣٤) و (والبحر المحيط ٣ : ٢٨٥) و (اتحاف فضلاء البشر ١٩٢).
(٥) : أى ضم النون فى قوله تعالى : (أَنِ اقْتُلُوا) ، والواو فى قوله تعالى : (أَوِ اخْرُجُوا) وهى قراءة ابن عامر وابن كثير ونافع والكسائى.
(السبعة فى القراءات ٢٣٤) وانظر (إتحاف فضلاء البشر ١٩٢) و (البحر المحيط ٣ : ٢٨٥).
(٦ ـ ٦) أ ، ب : «وضما».
(٧ ـ ٧) أ ، ب : «وإن كانا منفصلين».
(٨) حاشية ج ، و (السبعة فى القراءات ٢٣٤): «بأن كسر النون فى (أَنِ اقْتُلُوا) ، وضم الواو «فى (أَوِ اخْرُجُوا) ، رواه نصر بن على عن أبى عمرو ..» وانظر (البحر المحيط ٣ : ٢٨٥).