أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل ، أخبرنا أحمد بن جعفر ((١) بن حمدان (١)) بن مالك القطيعىّ ، ((٢) حدّثنا (٢)) عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنى أبى ، حدّثنا أبو اليمان ، حدّثنا شعيب ، عن الزّهرىّ [قال :] أخبرنى عروة بن الزّبير (٣) ، عن أبيه :
أنّه كان يحدّث : أنّه خاصم رجلا من الأنصار [قد شهد بدرا](٤) إلى النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فى شراج الحرّة (٥) ـ كانا يسقيان بها كلاهما ؛ فقال النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : للزّبير : «اسق ثم أرسل (الماء) (٦) إلى جارك» ، فغضب الأنصارىّ وقال : يا رسول الله ، أن كان ابن عمّتك! فتلوّن وجه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم قال للزّبير : «اسق ثمّ احبس الماء ، حتّى يرجع إلى الجدر (٧)». فاستوعى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ للزّبير حقّه. وكان النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قبل ذلك أشار على الزّبير برأى أراد فيه سعة له وللأنصارىّ ، فلمّا أحفظ (٨) الأنصارىّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ استوعى (٩) للزّبير حقّه فى صريح الحكم.
قال عروة : قال الزّبير : والله ما أحسب هذه الآية ((١٠) أنزلت إلا فى ذلك (١٠)) :
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ..) الآية.
رواه البخارىّ عن علىّ بن عبد الله ، عن محمد بن جعفر ، عن معمر ، ورواه مسلم (١١) عن قتيبة ، عن الليث ، كلاهما عن الزّهرىّ.
__________________
(١) الإثبات عن ج.
(٢ ـ ٢) أ ، ب : «أخبرنا».
(٣) أم الزبير : صفية بنت عبد المطلب. (المحبر لابن حبيب ١٧٢).
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة عن (أسباب النزول للواحدى ١٥٦).
(٥) قال الأصمعى : الشّراج : مجارى الماء من الحرار إلى السهل ، واحدها : شرج. والحرّة ذات حجارة سود نخرة كأنما أحرقت بالنار.
(اللسان ـ ماد : حرر ، شرج).
(٦) الإثبات عن أ ، ب.
(٧) حاشية ج : «الجدر : جانب الأرض».
(٨) حاشية ج : «أحفظ : أى أغضب».
(٩) أ ، ب : «استوعى النبى ـ صلىاللهعليهوسلم».
(١٠ ـ ١٠) ب : «إلا نزلت فى ذلك». حاشية ج : «أى فيما ذكر من الحال الذى جرى بين الزبير والأنصارى».
(١١) أخرجه البخارى ـ عن عبد الله بن الزبير ـ فى (صحيحه ـ كتاب التفسير ـ سورة النساء ٣ : ١٣٠) ، ومسلم فى (صحيحه ـ كتاب الفضائل ـ باب وجوب اتباعه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ٥ : ٢٠٤ حديث ١٢٥) وأبو داود فى (سننه ـ أبواب القضاء ـ كتاب الأقضية ٣ : ٣١٤ ـ ٣١٥ حديث ٣٦٣٧) وابن ماجة فى (سننه ـ كتاب الرهون ـ باب الشرب من الأدوية ومقدار حبس الماء ٢ : ٨٢٩ حديث ٣٤٨٠). والترمذى فى (صحيحه ـ أبواب التفسير ١١ : ١٥٧ ـ ١٥٨).