يعلّمون النّاس معالم دينهم ، وأوجب الله تعالى طاعتهم ؛ وهذا قول مجاهد والحسن والضّحّاك (١).
وقال فى رواية عطاء : هم الولاة. وهو قول ابن زيد قال : هم الأمراء والسّلاطين (٢) ((٣) لمّا أمروا هم (٣)) بأداء الأمانة فى الرّعيّة فى قوله : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ ....*) الآية أمرت الرّعيّة بحسن الطاعة لهم ، فيما وافق الحقّ.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء ، حدّثنا مسدّد بن قطن ، حدّثنا داود بن رشيد ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، أخبرنى زريق (٤) ـ مولى بنى فزارة ـ ، أنّه سمع مسلم بن قرظة يحدّث عن عوف ((٥) بن مالك (٥)) الأشجعىّ يقول :
سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «ألا من ولّى عليه وال ، فرآه يأتى شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتى من معصية الله ، ولا ينزعنّ يدا من طاعة الله». رواه مسلم (٦) عن داود بن رشيد.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أخبرنا عبد الله بن أحمد المروزىّ ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبى دارة ، حدّثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ (٧) ، حدّثنا سلمة بن سليمان ، عن عبد الله بن المبارك ، أخبرنا الحسن بن عيّاش ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال :
قال مسلمة بن عبد الملك : أليس قد أمرتم بطاعتنا؟ ـ يعنى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ـ قال : قلت : إنّ الله قد انتزعه منكم إذا
__________________
(١) (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٠٣) و (البحر المحيط ٣ : ٢٧٨) و (الدر المنثور ٢ : ٥٧٥) وبلا نسبة فى (الوجيز للواحدى ٢ : ١٥٦).
(٢) (البحر المحيط ٣ : ٢٧٨) و (الدر المنثور ٢ : ٥٨٤) و (الوجيز للواحدى ١ : ١٥٦). قال الطبرى : «وأولى الأقوال بالصواب ، قول من قال : هم الأمراء والولاة ؛ لصحة الأخبار عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالأمر بطاعة الأئمة والولاة ، فيما كان [لله] ، وللمسلمين مصلحة» (تفسير الطبى ٨ : ٥٠٢).
(٣ ـ ٣) أ ، ب : «لما أمرهم».
(٤) قال الحضرمى : «زريق مولى بنى فزارة ، قال أبو على الغسانى : أهل العراق يقدمون الراء فى اسمه على الزاى ، وكذلك جعله البخارى ، وأهل الشام ومصر يقولون فيه : زريق ، فيقدمون الزاى على الراء قال : وكذلك رويناه فى الموطأ. قال أبو زرعة الدمشقى : قال أبو عبيد : أهل العراق يقولون رزيق يعنى يقدمون الراء ، وأولئك أعلم يعنى أهل مصر» (عمدة القوى والضعيف الورقة ٨ / ظ).
(٥ ـ ٥) الإثبات عن ج.
(٨) أخرجه مسلم ، مطولا ، فى (صحيحه ـ كتاب الإمارة ـ باب خيار الأئمة وشرارهم ٤ : ٥٢٢ / حديث ٦٨).
(٩) قال الحضرمى : «قهزاذ ـ بقاف مضمومة وزاى بعد الهاء وذال معجمة» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٨ / ظ).