شىء ؛ فى الوضوء والصّلاة والزّكاة ، والجنابة والصّوم ، وفى الكيل والوزن ، وأعظم من ذلك الودائع ، ولا إيمان لمن لا أمانة له.
و «الأمانة» مصدر سمّى به المفعول ؛ ولذلك (١) جمع «أمانات ؛ لأنّه أخلص (٢) اسما ، قال الشاعر :
فأخلفن ميعادى وخنّ أمانتى |
|
وليس لمن خان الأمانة دين (٣) |
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن (بن (٤) محمد) بن أحمد بن جعفر النّحوىّ ، أخبرنا محمد بن أحمد بن سنان ، أخبرنا أحمد بن على بن المثنّى ، حدّثنا وهب ، حدّثنا خالد ، عن حسين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس.
أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «يا أيّها النّاس ، إنّه لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له» (٥).
قوله : ([وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ] إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)(٦).
: أى نعمّ شىء يعظكم به الله ، يعنى : أداء الأمانة ، والحكم بالعدل.
(إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً) لما تقولون فى الأمانة (والحكم) (٧) (بَصِيراً) بما تعملون فيهما.
٥٩ ـ وقوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)
قال الحسن وعطاء : اتّباع الكتاب والسّنّة.
(وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).
قال ابن عبّاس فى رواية الوالبى : هم الفقهاء والعلماء أهل الدّين الّذين
__________________
(١) حاشية ج : «أى لأجل صيرورته اسما للمفعول ولو كان باقيا على معناه الأصلى ـ وهو المصدر لما جمع ؛ لأن المصادر لا تثنى ولا تجمع».
(٢) حاشية ج : «لأجل التسمية إذ المصدر لا يجمع ، فإن ائتمن يأتمن ائتمانا ، والاسم الأمانة ؛ فلذلك الأمانة مصدر ؛ أى اسم مصدر تطلق ويراد بها ما يؤتمن عليه». وقوله : «اسما أراد : اسم المفعول».
(٣) لم أجد هذا البيت فى مظانه.
(٤) الإثبات عن ج.
(٥) رواه فى مسند (٣ : ١٦٦) وابن حبان فى صحيحه عن أنس ، ورمز له بعلامة الصحيح ، انظر (شرح مختصر الجامع الصغير ٢ : ٣٥٣) ، وذكره المنذرى فى (الترغيب والترهيب ـ لا إيمان لمن لا أمانة له ٤ : ١١).
(٦) قال المصنف فى (الوجيز ١ : ١٥٦) «: أى نعم شيئا يعظكم به وهو القرآن». انظر معنى «نِعِمَّا» واختلاف القراء فى قراءتها فى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٨٢ ـ ٣٨٣).
(٧) الإثبات عن ج.