لم أمنعه المفتاح ، فلوى علىّ يده ، ((١) وأخذه قسرا (١)) ، حتّى دخل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ البيت ، وصلّى فيه ؛ فلمّا خرج قال له العبّاس : بأبى أنت ، اجمع لى السّدانة (٢) مع السّقاية ، وسأله أن يعطيه المفتاح ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ؛ فأمر رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عليّا بردّه إليه ، فردّه إليه علىّ ، وألطف له فى القول ، فقال : أخذته منّى قهرا ، ورددته علىّ باللّطف ، قال : لأنّ الله أمرنا بردّه عليك ، وقرأ عليه الآية ، فأتى النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأسلم ، ثم إنّه هاجر (٣) ، ودفع المفتاح إلى أخيه شيبة ، وهو فى ولده إلى (اليوم) (٤).
أخبرنا أبو حسّان المزكّى ، أخبرنا هارون بن محمد الأسترآباذىّ ، حدّثنا أبو محمد الخزاعىّ ، حدّثنا أبو الوليد الأزرقىّ ، حدّثنا جدّى ، [عن سفيان (٥)] عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ـ فى هذه الآية ـ قال :
نزلت فى عثمان بن طلحة قبض النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مفتاح الكعبة ، فدخل الكعبة يوم الفتح ، فخرج وهو يتلو هذه الآية ، فدعا عثمان ، فدفع إليه المفتاح ، فقال :
«خذوها يا بنى طلحة بأمانة الله ، لا ينزعها منكم إلّا ظالم» (٦).
قال ابن عبّاس : هذه الآية عامّة فى كلّ أمانة ، تؤدّى الأمانة إلى البرّ والفاجر ، والرّحم توصل برّة كانت أو فاجرة.
وقال ابن عمر وابن مسعود : الفرج أمانة ، والبصر أمانة ، والأمانة فى كلّ
__________________
(١) أ ، ب : «وأخذه قهرا».
(٢) حاشية ج : «أى الخدمة».
(٣) حاشية ج : «إلى المدينة». قال ابن حجر فى (الإصابة ٢ : ٤٥٢) «أسلم عثمان بن طلحة بن أبى طلحة فى هدنة الحديبية ، وهاجر مع خالد بن الوليد ، وشهد الفتح مع النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأعطاه مفتاح الكعبة .. وقد وقع فى تفسير الثعلبى بغير سند فى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ ..) أن عثمان إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مفتاح البيت ـ وهذا منكر ، والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد ..».
(٤) أ ، ب : «إلى الآن». انظر (أسباب النزول للواحدى ١٥٠ ـ ١٥١) و (تفسير الطبرى ٨ : ٤٨٨ ـ ٤٩١) و (الدر المنثور ٢ : ٥٧٠) و (تفسير القرطبى ٥ : ٢٥٦) و (البحر المحيط ٣ : ٢٧٦).
(٥) ما بين الحاصرتين عن (أسباب النزول للواحدى ٥٥١).
(٦) انظر (أسباب النزول للواحدى ١٥١) و (تفسير الطبرى ٨ : ٤٩١) و (الدر المنثور ٢ : ٥٧١).