«والطّيّب» من الأرض : اسم لما ينبت بدليل قوله تعالى : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ)(١).
وقوله (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ).
قال ابن عبّاس : ((٢) تضرب بكفّيك (٢)) على وجه الأرض ((٣) ثمّ تردّهما إلى وجهك ، ثم تضرب بكفّيك ، فتمسح (٣)) واحدة بالأخرى إلى المرفقين.
والتّيمّم من خصائص هذه الأمّة ، وممّا أكرمهم الله تعالى به. وأمّا ابتداء التّيمم فهو ما :
أخبرنا أبو منصور بن طاهر التّميمىّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد الجوزىّ (٤) ، حدّثنا علىّ بن الحسين الصّفّار ، حدّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك بن أنس ، عن عبد الرّحمن بن القاسم ، عن أبيه (٥) ، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنّها قالت :
خرجنا مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى بعض أسفاره ، حتّى إذا كنّا بالبيداء (٦) ، أو بذات (٧) الجيش ، انقطع عقد لى ، فأقام رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على التماسه ، وأقام النّاس معه ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء ، فأتى النّاس إلى أبى بكر ، وقالوا له : ألا ترى ما صنعت عائشة؟
(أقامت) (٨) برسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبالنّاس معه ، وليسوا على ماء ، وليس معهم ماء. قالت : فجاء أبو بكر ورسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واضع رأسه على فخذى قد نام ، فقال : أحبست (٩) رسول الله ـ صلّى
__________________
(١) سورة الأعراف : ٥٨ ، وهو قول ابن عباس ، كما فى (البحر المحيط ٣ : ٢٥٩) وانظر (تفسير القرطبى ٥ : ٢٣٦ ـ ٢٣٧) و (الأم للشافعى ١ : ٤٣).
(٢ ـ ٢) أ ، ب : «يضرب بكفيه».
(٣ ـ ٣) أ ، ب : «ثم يردهما على وجهه ، ثم يضرب بكفيه ويمسح».
(٤) قال الحضرمى : الجوزى ـ بجيم مفتوحة وزارى. (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٥ / ظ ، ٨ / ظ).
(٥) ب : «عن أبيه ، عن جده» والمثبت تصويب عن أ ، ج ، و (صحيح مسلم ١ : ٦٦٣) و (صحيح البخارى ٣ : ١٢٣) و (أسباب النزول للواحدى ١٤٧).
(٦) حاشية ج ، و (معجم البلدان ١ : ٥٢٣): «البيداء : اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة ، وهى إلى مكة أقرب».
(٧) حاشية ج ، و (معجم البلدان ٢ : ٢٠٠): «ذات الجيش : موضع قرب المدينة».
(٨) ج : «قامت» والمثبت أ ، ب ، وموافق لما فى (صحيح البخارى ٣ : ١٢٣) و (أسباب النزول للواحدى ١٤٧).
(٩) هكذا فى المخطوط ، وفى (صحيح البخارى ٣ : ١٢٣) و (صحيح مسلم ١ : ٦٦٥) «حبست» دون همزة الاستفهام.