والعرب تقول ؛ غشينى النّعاس ، وقلّ ما تقول : (غشينى) (١) الأمن. ومن قرأ بالتّاء : جعل الأمنة هى الغاشية ؛ لأنّ أصل : الأمنة والنّعاس بدل ، والأمنة هى المقصودة ، فإذا حصلت الأمنة حصل النّعاس.
وقوله : (طائِفَةً مِنْكُمْ)
قال ابن عبّاس : هم المهاجرون وعامّة الأنصار.
وقوله : (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ)
يعنى : المنافقين : عبد الله بن أبىّ ، ومعتّب بن قشير (٢) وأصحابهما ، كان همّهم خلاص أنفسهم.
يقال : أهمّنى الشّىء ؛ أى كان من همّى وقصدى.
قوله : (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِ)
: أى يظنّون (٣) أنّ أمر النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مضمحلّ (٤) ، وأنّه لا ينصر. (ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ) : وهى زمان الفترة قبل الإسلام ؛ والتّقدير : ظنّ أهل الجاهليّة ؛ أى إنّهم كانوا على (جهالتهم) (٥) فى ظنّهم هذا.
(يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ؟؟)
هذا استفهام معناه : الجحد ، أى ليس لنا من النّصر والظّفر شىء كما وعدنا ، بل هو للمشركين؟ يقولون ذلك على جهة التّكذيب.
فقال الله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ)
قال ابن عبّاس : يريد القضاء والقدر والنّصرة والشّهادة.
وقرأ أبو عمرو (٦) : كله بالرّفع ـ على الابتداء ، و (لِلَّهِ) الخبر.
__________________
(١) أ ، ب : «غشى».
(٢) قال الحضرمى : «معتب بن قشير» ـ بقاف مضمومة ، وشين معجمة مفتوحة ، وياء ساكنة ؛ و «معتب» بميم مضمومة ، وعين مهملة مفتوحة ، وتاء معجمة بنقطتين من فوق مكسورة مشددة ، وباء معجمة بواحدة من تحت : رجل من الأنصار ، ذكر بالنفاق» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٧ / ظ).
(٣) «أى يظن المنافقون» .. (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٩٤).
(٤) اضمحل الشىء : ذهب : (اللسان ـ مادة : ضحل).
(٥) أ ، ب : «جاهليتهم».
(٦) وكذا يعقوب .. وافقهما اليزيدى ، وقرأ الباقون بالنصب تأكيدا لاسم إن : (إتحاف فضلاء البشر ١٨٠) وانظر (السبعة فى القراءات ١١٧) وتوجيه القراءتين فى (تفسير القرطبى ٤ : ٢٤٢) و (البحر المحيط ٢ : ٨٨).