محمد بن جعفر بن أبى كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ أزواج أهل الجنّة ليغنّين أزواجهنّ بأحسن أصوات ما سمعها (١) أحد قط ؛ وإن ممّا يغنّين به : نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون (٢) بقرّة أعيان ، وإنّ ممّا يغنّين به : نحن الخالدات فلا نموت ، نحن الآمنات فلا نخاف ، نحن المقيمات فلا نظعن» (٣).
أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن النحوىّ ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيرى أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب ، حدّثنا عبد الله بن عون ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا محمد بن المهاجر الأنصارى ، حدّثنا سليمان بن موسى ، حدّثنا كريب ، حدّثنا أسامة بن زيد ، قال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذكر الجنّة يوما ، فقال : «ألا مشمّر لها؟ هى ـ وربّ الكعبة (٤) ـ ريحانة تهتزّ ، ونور يتلألأ ، ونهر مطّرد ، وزوجة لا تموت فى حبور (٥) ونعيم فى مقام أبدا (٦)».
٢٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ...) الآية.
قال الحسن وقتادة وعطاء عن ابن عباس : لمّا ذكر الله تعالى الذّباب والعنكبوت فى كتابه ، وضرب للمشركين به المثل ـ ضحكت اليهود ، وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله ؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية (٧).
__________________
(١) أ : «لم يسمعها».
(٢) ب : «ينظرن».
(٣) رواه الطبرانى عن أبى هريرة ، مختصرا. (شرح الجامع الصغير ١ : ٥٠). حاشية ج : «فلا نظعن ، أى : لا نرتحل».
(٤) حاشية ج : «الحبور : السرور ، جمع : الحبر ؛ وهو من البهاء والجمال».
(٥) حاشية ج : «الحبور : السرور ، جمع : الحبر ؛ وهو من البهاء والجمال».
(٦) ب : «ومقام أبدا». رواه ابن ماجه عن أسامة بن زيد ، بألفاظ مختلفة. انظر (سنن ابن ماجه ، كتاب الزهد ، باب صفة الجنة ٢ : ١٤٤٨ حديث ٤٣٣٢).
(٧) انظر (أسباب النزول للواحدى ٢١) و (تفسير الطبرى ١ : ٤٠٠).