بعضا فى اللّون والصّورة مختلفا فى الطّعم ، نحو رمان يؤدّى طعم الكمثرى والتّفاح والسّفرجل.
وهذا قول ابن عباس وابن مسعود والضّحّاك قالوا : إذا طعموه وجدوا له طعما سوى الطّعم الأوّل ، فإذا رأوه قالوا هذا الأوّل (١).
وقال الحسن وقتادة وابن جريج : متشابها فى الفضل خيارا كلّه لا رذال (٢) فيه ، كما يكون فى ثمار الدنيا (٣).
وقوله : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ.)
«الأزواج» : جمع زوج وزوجة ؛ وشكل كلّ شىء : زوجه.
و (مُطَهَّرَةٌ)(٤). قال مجاهد : لا يتغوّطن ولا يبلن ، ولا يمنين ولا يحضن ؛ فهنّ مطهّرة من الحيض والبول ، والنّخام والبزاق (٥) ، والمنىّ والولد (٦).
وقيل : (مُطَهَّرَةٌ) من مساوى الأخلاق ؛ لما فيهنّ من حسن التبعّل (٧) ، ودلّ على هذا قوله : (عُرُباً أَتْراباً)(٨).
(وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) لأنّ تمام النّعمة بالخلود والبقاء هناك ، كما أنّ التنغيص بالزّوال والفناء.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النّجار ، حدّثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطّبرانىّ ، حدّثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة ، حدّثنا سعيد بن أبى مريم ، أخبرنا
__________________
(١) كما فى (تفسير الطبرى ١ : ٣٩٠ ـ ٣٩٢) و (الشوكاني ١ : ٤٢).
(٢) ب : «لا رذل» ، الرذال : الخسيس : (اللسان ـ مادة : رذل).
(٣) كما فى (تفسير الطبرى ١ : ٣٨٩ ـ ٣٩٠) و (الشوكاني ١ : ٤٢).
(٤) ب : «مطهرات». فجمع بالألف والتاء على طهرن. قال الزمخشرى : وهما لغتان فصيحتان. يقال : للنساء فعلن ، هن فاعلات ، والنساء فعلت ، وهى فاعلة «انظر (البحر المحيط ١ : ١١٧) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٠٣).
(٥) ب : «والبصاق». فى (اللسان ـ مادة : بصق) «البصاق لغة فى البزاق ... الليث : بصق لغة فى بزق وبسق».
(٦) وجاء ما يؤيد قول مجاهد فى (تفسير الطبرى ١ : ٣٩٥ ـ ٣٩٧).
(٧) التبعل لغة : خدمة المرأة للزوج. (اللسان ـ مادة : بعل).
(٨) سورة الواقعة : ٣٧. فى (اللسان ـ مادة : عرب) «العرب : جمع عروب ؛ وهى المرأة التى تحب الزوج فى صدق. والأتراب : جمع ترب ؛ وهى التوأم».