(فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(١) ، إلّا أنّه فيما يسرّ أكثر استعمالا.
وقوله : (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)
قال ابن عباس : وعملوا الطاعات فيما بينهم وبين ربّهم.
وقوله : (أَنَّ لَهُمْ) موضع «أنّ» نصب ، معناه : بشّرهم بأنّ لهم ، فلمّا سقطت الباء وصل الفعل إلى «أن» فنصب (٢)
وقوله : (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)
(جَنَّاتٍ)(٣) : جمع جنّة ؛ وهى الحديقة ذات الشّجر (٤) ، سمّيت جنّة لكثرة شجرها ونباتها.
يقال : «جنّت الرّياض تجنّ (٥) جنونا» ؛ إذا اعتمّ نبتها حتّى ستر الأرض. ويقال. لكل ما ستر : قد جنّ وأجنّ (٦).
وقوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)
أى : من تحت أشجارها ومساكنها ؛ والنهر لا يجرى وإنّما يجرى الماء فيه ، ويستعمل الجرى فيه توسّعا ، لأنّه موضع الجرى (٧).
وقوله : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً)
«كلّ» : حرف جملة (٨) ضمّ إلى «ما» الجزاء ، فصار أداة للتكرار ؛ وهى منصوبة على الظرف.
__________________
(١) سورة آل عمران : ٢١ ، والتوبة : ٣٤ ، والانشقاق : ٢٤.
(٢) حاشية ج : «أن وما بعدها منصوب على أنه مفعول بلا واسطة» ، وفى (إعراب القرآن المنسوب للزجاج ١ : ١٠٦) «أى : بأن لهم ، محذوف الباء ، وانتصب «أن» على مذهب سيبويه».
(٣) ب : «الجنات».
(٤) ب : «ذات الشجر».
(٥) الزيادة عن ب.
(٦) حاشية ج : «أى : لف».
(٧) حاشية ج : «أطلق المحل وأراد الحال إطلاقا مجازيا».
(٨) حاشية ج : «سمى هذا الحرف حرفا مجازا ، وإنما هو اسم ؛ أى كلمة تدل على الجملة» لعله يقصد. بدلالتها على الجملة أنها تدل على العموم ، كما يؤخذ من معانى كل فى علم النحو وعلم الأصول.