(وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً.)
يعنى : المطر. والمعنى : من نحو السّماء ، أو من جانب السّماء ، فحذف المضاف ، (وأقيم المضاف إليه مقامه) (١). وإن جعلت السّماء بمعنى السّحاب لم تحتج إلى تقدير المضاف.
وقوله تعالى : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ.)
(الثَّمَراتِ) : جمع ثمرة ، وهى حمل الشّجرة (٢) فى الأصل ، ثم صارت اسما لكلّ ما ينتفع به ممّا هو زيادة على أصل المال. يقال : ثمّر الله مالك ؛ وعقل مثمر ؛ إذا كان يهدى صاحبه إلى رشد (٣). و «الثّمرة» : تستعمل فيما ينتفع به ويستمتع ممّا هو فرع الأصل.
قال المفسّرون : أراد ب (الثَّمَراتِ) : جميع ما ينتفع به مما يخرج من الأرض.
وقوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً.)
يقال : فلان ندّ فلان ، ونديده ، ونديدته ، أى شبهه ومثله. قال حسّان :
أتهجوه ولست له بندّ؟ |
|
فشرّكما لخير كما الفداء (٤) |
وقال جرير :
أتيما تجعلون إلىّ ندّا |
|
وما تيم لذى حسب نديد (٥) |
قال ابن عباس والسّدّىّ : لا تجعلون لله أكفاء من الرّجال تطيعونهم فى معصية الله (٦).
__________________
(١) الزيادة عن ب.
(٢) أ : «وهى على الشجرة». انظر (اللسان ـ مادة : تمر).
(٣) ب : «إلى رشده». وفى (اللسان ـ مادة : ثمر) «ثمر الله مالك ، أى : كثره ، .. والعقل المثمر : عقل المسلم».
(٤) البيت من قصيدة يخاطب بها أبا سفيان ، ويهجوه ؛ وهو فى (ديوان حسان : ٨).
(٥) البيت فى (البحر المحيط ١ : ٩٣) و (تفسير الكشاف ١ : ١٨٢) ثم قال الزمخشرى : «الند» المثل ولا يقال إلا للمثل المخالف المناوئ».
(٦) (تفسير الطبرى ١ : ٣٦٨) و (الدر المنثور ١ : ٣٤ ، ٣٥).