قال : «ملك من ملائكة الله موكّل بالسّحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السّحاب حيث ما شاء الله». فقالوا : فما هذا الصّوت الذى نسمعه؟ قال : «زجره بالسّحاب إذا زجره حتى ينتهى إلى حيث أمر الله» قالوا : صدقت (١).
وقال أصحاب ابن عباس : مجاهد وطاوس وعكرمة : «الرّعد» : ملك يزجر السّحاب بصوته ويسوقه ، والرّعد الذى هو الصّوت سمّى باسمه (٢).
وسئل وهب بن منبّه عن الرّعد فقال : الله أعلم.
أخبرنا إسماعيل بن «إبراهيم» (٣) النّصرآباذيّ ، أخبرنا أبو العلاء أحمد بن محمود الأصفهانىّ ، حدّثنا أميّة بن محمد الباهلىّ ، حدّثنا محمد بن يحيى القطعىّ ، حدّثنا يحيى بن كثير ، حدّثنا عبد الكريم ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إذا سمعتم الرّعد فاذكروا الله تعالى فإنّه لا يصيب ذاكرا» (٤).
و «البرق» : مصع (٥) ملك يسوق السّحاب. وقال علىّ رضى الله عنه : «البرق» : مخاريق بأيدى الملائكة (٦).
وكان النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا رأى البرق وسمع الصّواعق قال : «اللهم لا تهلكنا بعذابك ، ولا تقتلنا بغضبك ، وعافنا قبل ذلك» (٧).
__________________
(١) رواه الترمذى عن ابن عباس ، بنقص واختلاف فى ألفاظه ، ورمز له السيوطى بعلامة الصحيح (مختصر شرح الجامع الصغير ٢ : ٤٢).
(٢) (تفسير الطبرى ١ : ٣٣٨ ـ ٣٤٠) وفى (النهر الماد بهامش البحر المحيط ١ : ٨٤) «الرعد : الصوت المزعج المسموع من جهة السماء».
(٣) الزيادة عن أ ، ب.
(٤) رواه الطبرانى فى الكبير عن ابن عباس ، ورمز له السيوطى بعلامة الضعيف (شرح الجامع الصغير ١ : ٤٩).
(٥) فى (اللسان ـ مادة : مصع): «المصع : الضرب بالسيف أو السوط أو غيرهما».
(٦) (تفسير الطبرى ١ : ٣٤٣) وبحاشيته : «المخاريق : جمع مخراق : وهو منديل أو نحوه يلوى فيضرب به ، ويلف فيفزع به ؛ وهو من لعب الصبيان ، ومنه سمى السيف مخراقا».
(٧) أخرجه الترمذى عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ـ بتقديم وتأخير فى ألفاظه (صحيح الترمذى ، أبواب الدعوات عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ٢ : ٣٥٦).