إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ١ ]

49/415
*

١٨ ـ قوله تعالى : (صُمٌ) أى : هم صمّ : جمع أصمّ : وهو المنسدّ الأذن.

يقال : رمح أصمّ ؛ إذا لم يكن أجوف ، وصخرة صمّاء ؛ إذا كانت صلبة.

وإنّما وصفوا بالصّمم لتركهم قبول ما يسمعون. والعرب تقول لمن يسمع ولا يعمل على ما يسمعه (١) : أصمّ.

(بُكْمٌ) أى : عن الخير فلا يقولونه (عُمْيٌ)(٢) لتركهم ما يبصرون من الهدى والقرآن.

وقوله تعالى : (فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) أى : عن الجهل والعمى إلى الإيمان.

١٩ ـ قوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ ...) الآية.

«الصّيّب» من المطر : الشّديد ؛ من قولهم : صاب يصوب : إذا نزل من علو إلى سفل.

و (السَّماءِ) : كلّ ما ارتفع وعلا. يقال لسقف البيت : سماء ؛ ومنه قوله تعالى : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ)(٣) ، و (السَّماءِ) : السّحاب ، من سما يسمو.

وقوله : (فِيهِ) أى : فى ذلك الصّيّب (ظُلُماتٌ :) جمع ظلمة. والمطر لا يخلو من ظلمة ، لأنّه يأتى من السّحاب ، والسّحاب يغشى الشّمس بالنّهار ، والنّجوم بالليل ؛ فيظلم الجوّ.

قوله : (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ)

روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أقبلت يهود إلى النبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقالوا : يا أبا القاسم ، إنا نسألك عن أشياء فإن أجبتنا عنها اتّبعناك ، أخبرنا عن الرّعد ما هو؟

__________________

(١) أ ، ب : «على ما سمعه».

(٢) قال قتادة : (صُمٌّ) : عن الحق فلا يسمعونه ، (عُمْيٌ) : عن الحق فلا يبصرونه ، (بُكْمٌ) : عن الحق فلا ينطقون به. (تفسير الطبرى ١ : ٣٣١).

(٣) سورة الحج : ١٥.